باسم يوسف كشف المستور
لم أكن أتوقع في أي لحظة من اللحظات خلال فترة حكم مرسي، أن من كانوا يتغنون باسم باسم يوسف سينقلبون عليه يومًا ما، الرجل الذي جعل من مرسي وجماعته مادة مسلية وكوميدية يضحك عليها الشعب المصرى كله، حتى الإخوان أنفسهم كانوا يضحكون، ولكن لم تكن لديهم الشجاعة لإعلان ذلك الأمر، باسم الذي كان قبل شهور قليلة أيقونة ورمز الصمود في وجه الجماعة، تحول الآن، وفى خلال ساعات قليلة إلى شخص مبتذل وقليل الأدب ودكتور فاشل، وتحول برنامجه إلى أسوأ برنامج في مصر، كل هذا لأنه شال مرسي وحط السيسى.
في البداية كان باسم ينتقد مرسي وجماعته ويسخر منهم، فكان من الطبيعى أن يكرهه الإخوان، ويدعمه أي شخص ضد الإخوان، ولكن بعد رحيل مرسي وسقوط الجماعة كان أمام باسم خياران فقط لا ثالث لهما، إما البحث عن برنامج آخر، أو الاستمرار في تقديم "البرنامج" بنفس النهج والطريقة، وبنفس جرعة السخرية من السلطة الحاكمة، ولكن باسم فضل الخيار الثانى.
كنت أحد الذين شككوا في قدرة باسم على أن يقول كلمة واحدة عن السيسى، ولكنه استطاع ذلك، بالرغم من أن جرعة السخرية كانت بسيطة، والبعض رأى حديثه عن السيسى تلميعا أكثر منه سخرية، إلا أنه يحسب له أنه الوحيد في مصر الذي تحدث عن السيسى بجرأة، والبعض قال إنه نقد وسخرية متفق عليها، وأن باسم لن يقول كلمة في حق السيسى دون أن توافق عليها الشئون المعنوية بالقوات المسلحة حتى وإن كان ذلك صحيحًا، إلى متى سيختفى عنا هذا الأمر، فما يتضح أمامنا كجمهور أن باسم عاد كما كان، والجزء الأخير في حلقته أكد أنه لن يخاف من أحد وأنه ضد خطة السيسى التي يحاول من خلالها تقييد الإعلام مرة أخرى.
لن أتعجل في الحكم على باسم يوسف، فهو قال في بداية الحلقة إن هناك أحداثًا كثيرة قد فاتته، وأنه سيعلق عليها فيما بعد، سأعطيه بعض الوقت حتى ينتهى من الحديث عن الإخوان ومظاهراتهم وتصريحاتهم الكوميدية والقبض على قياداتهم، وسيظهر باسم ما بداخله تجاه النظام الحالى حينما يتحول محور الحديث من الإخوان إلى النظام الحالى، فلا تتعجلوا في الحكم عليه.
ولكن بعيدًا عن كل ذلك، أعتبر أن أكبر مكسب من حلقة باسم يوسف بالأمس، هي أنها كشفت الشعب المصرى، فالأمر يشبه مباراة كرة القدم، وكأن الإخوان والإسلاميين قد تبادلوا مقاعدهم مع الفلول وداعمى 30 يونيو، ففجأة اكتشف محبو باسم يوسف "السابقين" أن برنامجه مبتذل، وبه ألفاظ خارجة، ولا يصح أن يذاع في التليفزيون، وأنه لا يجب أن يسخر من الرئيس رمز الدولة، والمفارقة أن هؤلاء هم من كانوا يدافعون عنه حينما كان يتهمه الإخوان بكل هذه الصفات، وفجأة اكتشف محبو باسم يوسف "الحاليين" أن دمه خفيف، و"راجل حقانى"، ويعبر عن صوت الشعب، والأهم من ذلك أنه لا توجد في مشكلة في قليل من الألفاظ والإيحاءات، وهم الذين كانوا يرونه قليل الأدب ولا يعبر عن الشعب وأنه عميل ومندس.
باسم يوسف كشفهم جميعًا، وأوضح أنه يقف في مكان واحد، بينما يتبادل الآخرون الأماكن من حوله، كلًا على هواه.. استقيموا يرحمكم الله.