رئيس التحرير
عصام كامل

منى مكرم عبيد: "الدين لله والوطن للجميع"

الدكتورة منى مكرم
الدكتورة منى مكرم عبيد

تؤكد الدكتورة منى مكرم عبيد، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة أن مصر بحاجة لبناء "دولة مؤسسات وليس دولة أفراد" وذلك في حديث مع DW عربية على هامش المنتدى الألماني العربي الثاني للقيادات النسائية.

وعن تقييم المشهد السياسي في مصر بعد الإطاحة بنظام الرئيس محمد مرسي، وهل تحسن الوضع الآن في مصر وهل هناك تحولات ملموسة؟.. قالت: أهم تحول ملموس هو أن الثورة انتصرت انتصارا تاريخيا على الخوف وقدمت مئات من الشهداء ثمنا لذلك، هذا بالإضافة إلى أن المصريين تغيروا تماما بعد ثورة 25 يناير، وأيضا بعد أحداث 30 يونيو. 
كما ترى، فالكل يشارك الآن في ما يسمى بالمسار الديمقراطي والمستقبل، إلا أن الناس قلقون على مستقبل أولادهم ومستقبل الوطن بسبب توالي العمليات الإرهابية التي تحدث يوميا، ولكننا جميعا ننتظر نتائج خارطة الطريق، التي ستكون بداية لبناء دولة المؤسسات، وهذا أهم تغيير بالنسبة لنا، أي أن تصبح هناك دولة مؤسسات وليس دولة أفراد.

وعن خارطة الطريق، التي وضعها الجيش بتوافق مع العديد من القوى السياسية الفاعلة في مصر، هل تسير مصر في ظل هذه الخارطة لبناء ديمقراطية حقيقية، قالت: المهم أن يكون هناك طريق إلى الأمام، وبالطبع فهذا الطريق مشحون بالعقبات، بالعنف والدم، ولكن الأمل يبقى موجودا دائما، ولذلك فرؤيتنا تتمثل في إنشاء دولة مدنية حديثة وعادلة، ترسخ مبدأ المواطنة للجميع وعدم التمييز واحترام دولة القانون، وهذه تبقى من أهم مبادئ اللعبة الديمقراطية ولابد أن يتفق الكل ويلتف حول هذه الرؤية، ولكن لابد أيضا من إصلاحات في المؤسسات السيادية والأمن والقضاء والإعلام، حتى نبدأ الطريق بآليات جديدة، فيها إبداع ورؤية للمستقبل.

وعن أهم مواضع الخلاف المتوقعة بين أعضاء لجنة الخمسين، أوضحت منى مكرم عبيد أن الخلاف سيكون بالأساس حول الحقوق والحريات، أي كيف نحمي الحريات المدنية بشكل عام وبدون تمييز، بالإضافة إلى وضع المرأة، ونحن نطالب في هذا الصدد منذ أن كنا عضوا في مجلس الشورى أن يتم استخدام نظام "الكوته" أي كوتة للمرأة في خوض الانتخابات، وذلك من خلال دستور يضمن للمرأة المشاركة السياسية وأن تكون ممثلة بنسبة 30 في المائة على الأقل في توزيع المقاعد البرلمانية.

وعن قدرة الجيش على توفير الأمن في البلاد، وخاصة في منطقة سيناء التي شهدت وتشهد العديد من الهجمات الإرهابية أكدت "عبيد" أن المؤسسة العسكرية هي أكثر مؤسسة تحظى باحترام وحب الشعب المصري، فبالنسبة لنا كمصريين لدينا الثقة الكاملة في قواتنا الوطنية المسلحة، وهم يواجهون بطبيعة الحال خطرا جسيما في سيناء واختراقات على الحدود، وهي اختراقات لا بد أن يسيطروا عليها، وأظن أنهم يسيطرون عليها إلى حد ما

وحول دور الجيش في العملية السياسية الانتقالية؟ هل هو دور مؤقت، أم سيمتد إلى المستقبل؟.. أوضحت أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي يحظى اليوم بشعبية جارفة على أساس أنه هو منقذ الثورة ومنقذ الوطن من احتمال وقوع حرب أهلية، لذلك اكتسب الفريق السيسي شعبية كبيرة من خلال أخلاقياته وهدوئه ورؤيته المستقيمة للمستقبل ومن خلال وقوفه لصالح الاستقلال الوطني في الماضي، ولكن رغم ذلك فهو بنفسه نفى أن تكون له نية الترشيح للانتخابات القادمة.

وحول وضع الأقباط في الفترة الراهنة، وما الذي يشغل الرأي العام القبطي في ما يتعلق بحقوقهم ومطالبهم السياسية والاجتماعية قالت: الوضع العام للأقباط لم يتحسن، فالأمن غير كاف لحراسة الكنائس ونحن نحمل الدولة المسئولية في حماية الأقباط، كما نحمل الشرطة أيضا مسئولية عدم توفير الحراسة الكافية حول الكنائس، أيضا نحن نريد في المستقبل أن يتم العمل بشعار "ثورة 1919" الذي أوصل مصر لهذا التقدم وهو " الدين لله والوطن للجميع"ـ فلابد من ترسيخ هذه الفكرة في المدارس وفي الإعلام وفي الثقافة الشعبية والثقافة المجتمعية. 

وأضافت أن مطالب الثورة في 25 يناير تشبه جدا مطالب الثورة في 1919، الفرق الوحيد هو أنه آنذاك كان النضال من أجل الاستقلال والآن من أجل الدستور.

وعن تأثر العلاقات بين مصر والغرب وبالتحديد علاقتها مع ألمانيا، أكدت أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن علاقة مصر بألمانيا جيدة للغاية ولا أرى أن ألمانيا قد أخذت قرارات تسيء إلى مصر، بل بالعكس، فمن خلال تواجدي هنا لمدة ثلاثة أيام في ألمانيا وزياراتي للمسئولين الألمان الذين شددوا على إرادتهم في دعم المسار الديمقراطي والمساعدة في هذا التحول من خلال المنظمات الغير الحكومية. 

وتابعت: نحن سنناضل بقانون جديد وبالذات من أجل التعاون مع مؤسسة كونراد أديناور، التي تربطنا بها علاقة وطيدة، وهي حاضرة في مصر منذ 20 سنة، ومن ناحية أخرى نحن نحتاج إلى علاقات طيبة مع ألمانيا لأن الشعب المصري يحترم القيادة السياسية في ألمانيا الممثلة بشخص المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهو ما تؤكده رسائل التهنئة التي قدمها العديد من أفراد الشعب المصري للمستشارة عبر الفايسبوك مثلا. 

ولذلك فنحن ننتظر الكثير من ألمانيا وأما بالنسبة للولايات المتحدة فهناك توتر في العلاقات في الوقت الراهن، لكن لا يمكن لمصر والولايات المتحدة أن يخسروا بعضهما، موضحة :لأن مصر دولة محورية والولايات المتحدة لها مصالح كثيرة في مصر، ومن ضمنها أمن إسرائيل، الملاحة من خلال قناة السويس والتعاون العسكري.


أجرى الحوار: أمين بنضريف - برلين

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية