رئيس التحرير
عصام كامل

راعى كنيسة الوراق: حكومة الببلاوى مقصرة فى مكافحة الإرهاب.. الاعتداء الأخير ضد مصر وليس الأقباط.. لم نتلق تهديدات قبل الحادث و«العذراء» فى حماية المسلمين.. إقالة وزير الداخلية ليست من شأننا

فيتو

وصف القمص داود إبراهيم، راعي كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بالوراق حادث الاعتداء على الكنيسة بأنه حادث إرهابي يستهدف جسد مصر بالكامل وليس المسيحيين فقط، محملا الحكومة مسئولية ضعفها في مواجهة الإرهاب بحزم وقوة.


وأكد داود أن الكنيسة القبطية لن تترك أولادها، كما أنها تتعامل مع المصابين "المسلمين والمسيحيين" بلا تفرقة حتى يمنحهم الله الشفاء، كما تتم مراعاة أسر ضحايا الحادث.

* في البداية.. ما آخر المعلومات المتوافرة لديك حول حادث كنيسة العذراء؟
- في مساء الأحد 20 أكتوبر الجاري وأثناء دخول وخروج الأكاليل "الأفراح"، فوجئنا بوابل من النيران يطلقها مجهولون، قتل من قتل وأصيب من أصيب في الشارع أمام الكنيسة وليس بداخلها.. قيل من شهود العيان إن عربة قطعت الطريق وأطلق أشخاص يستقلون دراجات بخارية النار تجاه المتواجدين.

* أين كنت وقت الحادث؟
- كنت حينها في مطرانية الجيزة أشارك في صلاة زفاف أحد أبناء الكنيسة هناك.

* هل تلقت كنيسة العذراء تهديدات في السابق؟
- لا على الإطلاق.. الكنيسة تحتمي بالله وشباب الوراق مسلمين ومسيحيين منذ قيام ثورة 25 يناير يشكلون لجانًا لحمايتها وكذلك أثناء ثورة 30 يونيو وفض اعتصامي رابعة والنهضة، فالجميع هنا يقف على قلب رجل واحد.

* ماذا فعلت عقب معرفتك بالحادث؟
- بعد أن وصلت من مطرانية الجيزة للكنيسة ورأيت المذبحة ونهر الدماء والقتلى، بدأت في التوصل مع الجهات الأمنية والقيادات الكنسية، وكان عدد من الشباب قد بدأ في نقل المصابين للمستشفيات القريبة لحين وصول سيارات الإسعاف.

* يقال إن الكنيسة تعاني غيابًا أمنيا.. ما ردك؟
- فرد أو فردا الأمن المتواجدان أمام الكنيسة والمكلفان بتأمينها لن يستطيعا منع إرهاب المعتدين.. وعلينا ألا نحمل الأمن كل الأمور، وتحديدًا أن قوات الجيش والشرطة تتعرض لاعتداءات الإرهابيين.. إذًا فالأمر ليس في وجود الأمن أو غيابه وإنما إرهاب يهدد أمن مصر.

لو كان يعلم الأمن بأن هناك تهديدات للكنيسة لعزز قواته أمام "العذراء"، ولكن الأمر مخطط إرهابي جاء بشكل مفاجئ، لافتًا إلى أنه في ظل حالة الانفلات الأمني التي أعقبت ثورة 25 يناير لم تمس الكنيسة بسوء، بل إن الشباب المسلم والمسيحي كان يسهر أمام الكنيسة وقتها لحمايتها.. حادث الاعتداء على كنيسة العذراء إرهابي بحت يستهدف الجسد المصري بأكمله".

* وهل شهدت منطقة الوراق أي حوادث طائفية من قبل؟
- لم تر منطقة الوراق أي حادث طائفي نهائيا.. أتمني من الله ألا تراه أبدًا، لأن أبناء منطقة الوراق يتعاملون بمنطق الجسد الواحد فإن أصيب عضو يتألم الجسد كله.

* كيف حال المصابين الآن؟
- بعضهم في تحسن وجميعهم يخضع للعلاج، نقل معظمهم لمستشفى المعادي العسكري.. نشكر الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي قال إنه لو تطلب الأمر سفر أي حالة لتلقي العلاج في الخارج فإن المؤسسة العسكرية ستتولى الأمر.

* البعض يقول إن أصابع الاتهام تتجه نحو أنصار الرئيس المعزول.. ما تعليقك؟
- لا أريد اتهام أحد بعينه.. قاتلو الأبرياء "إرهابيون" حتى لو كانوا "من أبنائي المسيحيين".. لي بعض الأصدقاء من الإخوان المسلمين والسلفيين وجاءوا ليعزوني ومنهم من بكى، مستنكرين الحادث ووصفوا مرتكبيه بعديمي الضمير والدين.

* هناك تخوف لدى البعض من تقديم كبش فداء للجناة الحقيقيين؟
- أود أن أقول "ربنا لم يكن ظالمًا" ومنفذ هذا العمل الإرهابي يقع تحت المساءلة، لأن هناك دلائل وخيوط تكشفه أيا ما كانت درجة ذكائه.

* يطالب البعض بإقالة وزير الداخلية وحكومة الببلاوي على خلفية هذا الحادث.. كيف ترى هذا المطلب؟
- إقالة وزير الداخلية أو غيره من الوزراء ليست من شأننا، ولكن منطقيا لو أقيل وزير الداخلية الآن وجاء آخر ووقع اعتداء هل سوف يقال أيضًا.. لكن في الوقت نفسه أحمل رئيس الوزراء المسئولية لأن حكومته لم تواجه الإرهاب بالشكل الكافي "واللي يتمسك ما يترحمش"، ولو كان هناك ردع قانوني للإرهابيين المقبوض عليهم في أي حادث إرهابي سيكون ردعا لجميعهم.

* هل تعويضات وزارة التضامن الاجتماعي التي قدمت لمصابي حادث الوراق وأسر الضحايا.. كافية؟
- المبالغ الرمزية التي منحت لأسر الضحايا والمصابين، قال وزير التضامن عنها إنها ليست التعويضات وإنما مبالغ رمزية والتعويضات لأسر الشهداء ستكون مثل أسرة أي شهيد.. والحالات التي تحتاج معاشات استثنائية يصرف لها.

* وماذا عن تعويضات الكنيسة؟
بالطبع الكنيسة لن تترك أولادها أبدا من ناحية التعويضات أو غيرها.

* ما آخر الاتصالات بين الكنيسة القبطية والجهات المسئولة في الدولة بشأن تبعيات الحادث؟
- هناك حالة من التواصل الدائم بين الكنيسة والمسئولين، وكان محافظ الجيزة أفاد بأن المحافظة ستصرف تعويضات للمتضريين من ذلك الحادث أيضًا.

* كيف ترى وضع أسر الشهداء الآن؟
- يعانون جرحًا عميقًا لفقدانهم ذويهم.. هذا الجرح له امتداد في قلوبهم، ولكن مع الوقت فإنه سيتغير حالهم لأن الضحايا "شهداء" والشهيد غالٍ عند ربه.

* أعطنا "روشتة" لحل بعض الأزمات الطائفية؟
- ليس هناك أزمة طائفية من الأساس.. لكن هناك مشكلات إرهابية ولو كان هناك "كتب كتاب" أمام جامع كانت نالته يد الإرهاب وليس مقصودا به الكنيسة أو الجامع بل المقصود به الوطن.. حل هذه الأزمات يكون باللجوء إلى الله بالصلاة، فضلا عن التوعية الفكرية حتى لا تسيطر أفكار متطرفة على بعض أبناء الوطن.

* أخيرا الرسالة التي تود توجيهها للمصريين؟
- مصر أمنا ولن نفرط فيها ولو أراد أحد تعريتها سنأكله ولن نترك الإرهاب ولا نخاف ما دمنا رجلا واحدا.. ورسالة أخرى للشهداء "يا بختكم أخذتم بركة كبيرة".
الجريدة الرسمية