رئيس التحرير
عصام كامل

رهان أمريكا الخاطئ


علام تراهن أمريكا بتقليصها المساعدات المالية لمصر؟ الإجابة طبعا واضحة وهي أنها تراهن على ضعف المؤسسة العسكرية وإذعانها لما تريده، وهو العودة إلى المربع الأول، واعتبار الإخوان أحق بالحكم أو على الأقل مصالحتهم لا أعرف كيف، والعفو عن قياداتهم، أمريكا طبعا تعودت خلال أربعين عاما أن يطيعها النظام المصري، كانت في عهد السادات تحمل 99 % من أوراق اللعبة السياسية كما كان يقول وصارت تحمل الأوراق كلها في عهد مبارك!


يعني حتى لم تترك لنا الواحد بالمائة. من الصعب أن تدرك أمريكا أن ما فعلته سيدفع النظام المصري للبحث بعيدا عنها عن المساعدات والتعاون العسكري. روسيا تنتظر والصين دائما على الباب. أمريكا تعودت على السمع والطاعة من قبل النظام المصري.

لكن الآن تقليص المساعدات هو أول طريق مصر للانعتاق من القيود الأمريكية. حتى لو تراجعت أمريكا عن موقفها لن تعود مصر كما كانت وقد تعلمت الدرس. والسؤال للقيادة الأمريكية والكونجرس. لماذا وقد رأيتم الحشود تملأ الشوارع محتجة على سياسة الإخوان لم تقولوا لمحمد مرسي أن يترك الحكم.

علام كنتم تراهنون ذلك الوقت؟ على أهل محمد مرسي وعشيرته يهاجمون المصريين المحتجين ويقيمون المذابح في الطرقات كما سبق وفعلوها عند الاتحادية أو بعد ذلك في دلجا وكرداسة وغيرهما. هل كنتم مطمئنين إلى قدرة مرسي وعشيرته على تحدي المصريين والانتصار عليهم وأنتم ترون وزارة الداخلية التي عززها بالسلاح قد تخلت عنه والجيش الذي حصنه في الدستور قد تخلي عنه أيضا؟ إن أحدا لا ينسى خروج أوباما خلال ثورة يناير، وقوله إن مبارك عليه أن يرحل الآن. وشاعت كلمة «الآن» وصارت «مانشيت» للصحف في كل الدنيا.

فعل أوباما ذلك في وضع لا يختلف، بل ليس بسوء وضع مرسي. فالداخلية في ذلك الوقت كانت منهارة ولم تكن ضد مبارك كما صارت ضد مرسي. والجيش كان محايدا حقا لكن كانت هناك تجاوزات تغاضى مرسي نفسه في التحقيق بشأنها. الجيش هذه المرة لم يكن محايدا. بل أعطى الجميع قبل 30 يونيو أسبوعا للتوافق وإلا سيتدخل. 

وكل من القاصي والداني كان يعرف أن الجيش لن يكون سلاحا في يد السلطة وهي تبطش بالشعب. لا سرا ولا علنا. والسؤال يعيدنا إلى السؤال الأقدم:

لماذا لم تحتج أمريكا مرة واحدة على خطايا الإخوان المسلمين، لن أقول في حق الثورة فهم من البداية قرروا سرقتها مستغلين علاقتهم بأمريكا والمجلس العسكري السابق وبراءة كثير من الثوار والكتاب الذين رأوا فيهم فصيلا وطنيا. 

سأقول بعيدا عن الثورة إن خطايا الإخوان كانت في حق الشعب المصري كبشر وأفراد. لماذا سكتت أمريكا؟ لأنها وجدت النظام العميل الذي سيفعل ما لم يفعله «بلفور» في وعده لليهود، وستحل مشكلة إسرائيل مع الفلسطينيين على حساب الأرض المصرية! انتهى ذلك كله الآن وعلى مصر أن تبحث عن صديق، بل أصدقاء آخرين غير أمريكا في العالم، وما أسهل ذلك! بل إن ذلك هو ما سيحدث.

علام تراهن أمريكا بتقليصها المساعدات المالية لمصر؟ الإجابة طبعا واضحة وهي أنها تراهن على ضعف المؤسسة العسكرية وإذعانها لما تريده، وهو العودة إلى المربع الأول، واعتبار الإخوان أحق بالحكم أو على الأقل مصالحتهم لا أعرف كيف، والعفو عن قياداتهم، أمريكا طبعا تعودت خلال أربعين عاما أن يطيعها النظام المصري، كانت في عهد السادات تحمل 99 % من أوراق اللعبة السياسية كما كان يقول وصارت تحمل الأوراق كلها في عهد مبارك!

يعني حتى لم تترك لنا الواحد بالمائة. من الصعب أن تدرك أمريكا أن ما فعلته سيدفع النظام المصري للبحث بعيدا عنها عن المساعدات والتعاون العسكري. روسيا تنتظر والصين دائما على الباب. أمريكا تعودت على السمع والطاعة من قبل النظام المصري.

لكن الآن تقليص المساعدات هو أول طريق مصر للانعتاق من القيود الأمريكية. حتى لو تراجعت أمريكا عن موقفها لن تعود مصر كما كانت وقد تعلمت الدرس. والسؤال للقيادة الأمريكية والكونجرس. لماذا وقد رأيتم الحشود تملأ الشوارع محتجة على سياسة الإخوان لم تقولوا لمحمد مرسي أن يترك الحكم.

علام كنتم تراهنون ذلك الوقت؟ على أهل محمد مرسي وعشيرته يهاجمون المصريين المحتجين ويقيمون المذابح في الطرقات كما سبق وفعلوها عند الاتحادية أو بعد ذلك في دلجا وكرداسة وغيرهما. هل كنتم مطمئنين إلى قدرة مرسي وعشيرته على تحدي المصريين والانتصار عليهم وأنتم ترون وزارة الداخلية التي عززها بالسلاح قد تخلت عنه والجيش الذي حصنه في الدستور قد تخلي عنه أيضا؟ إن أحدا لا ينسى خروج أوباما خلال ثورة يناير، وقوله إن مبارك عليه أن يرحل الآن. وشاعت كلمة «الآن» وصارت «مانشيت» للصحف في كل الدنيا.

فعل أوباما ذلك في وضع لا يختلف، بل ليس بسوء وضع مرسي. فالداخلية في ذلك الوقت كانت منهارة ولم تكن ضد مبارك كما صارت ضد مرسي. والجيش كان محايدا حقا لكن كانت هناك تجاوزات تغاضى مرسي نفسه في التحقيق بشأنها. الجيش هذه المرة لم يكن محايدا. بل أعطى الجميع قبل 30 يونيو أسبوعا للتوافق وإلا سيتدخل. 

وكل من القاصي والداني كان يعرف أن الجيش لن يكون سلاحا في يد السلطة وهي تبطش بالشعب. لا سرا ولا علنا. والسؤال يعيدنا إلى السؤال الأقدم:

لماذا لم تحتج أمريكا مرة واحدة على خطايا الإخوان المسلمين، لن أقول في حق الثورة فهم من البداية قرروا سرقتها مستغلين علاقتهم بأمريكا والمجلس العسكري السابق وبراءة كثير من الثوار والكتاب الذين رأوا فيهم فصيلا وطنيا. 

سأقول بعيدا عن الثورة إن خطايا الإخوان كانت في حق الشعب المصري كبشر وأفراد. لماذا سكتت أمريكا؟ لأنها وجدت النظام العميل الذي سيفعل ما لم يفعله «بلفور» في وعده لليهود، وستحل مشكلة إسرائيل مع الفلسطينيين على حساب الأرض المصرية! انتهى ذلك كله الآن وعلى مصر أن تبحث عن صديق، بل أصدقاء آخرين غير أمريكا في العالم، وما أسهل ذلك! بل إن ذلك هو ما سيحدث.
الجريدة الرسمية