الدولة المؤجلة لحين تفجُر المواجهة الأخيرة
يُعاني المصريون منذ 3 سنوات من مؤامرة على البلاد، لا ينكرها اليوم إلا جاهل أو مُكابر، بعد أن سقط أغلب مُحركي 25 يناير.. وأصبح واضحاً أن مبارك وبغض النظر عن أمراض الدولة الكثيرة، لم يكن بالرجل الخائن أو المخالف لمصالح الوطن.. ليس فقط بالمُقارنة مع مرسي ولكن أيضاً مع هؤلاء الذين أفرزهم الميدان ممن عُرفوا بالمدنيين الذين أثبتوا تبعيتهم للإخوان أو لثقافة لا تُعبر عن الموروث المصري الثابت.
وفي ظل تلك المُعاناة، تقرأ خبراً حول اتفاق الحكومة والأحزاب، على تأجيل تمرير قوانين تنظيم التظاهر ومكافحة الإرهاب لحين انتخاب مجلس الشعب، فتشعر بتفاقم العبث والبلاهة.. فالحكومة لا تُعبر عن ثوابت الوطن بل عن قلة فيه.. والأحزاب ورقية تلهث وراء السلطة وتحاول بفشل ذريع أن تمنح نفسها شرعية تمثيل المواطنين.. بينما لا تمتلك قواعد جماهيرية شعبية.. وإن كانت حكومة ما تؤجل تأمين المواطن وهو وظيفتها الأولى.. فهي تلغي شرعية وجودها!!
وفي نفس الوقت، انتاب متآمرو الخارج الجنون، حيال ما يحدث في مصر من الخلاص من المؤامرة التي دبروها.. ولأن هناك تعاونا وثيقا بين مصر والدول العربية وبالذات السعودية والإمارات والكويت.. وعلاقات وثيقة مع روسيا والصين.. فإنها تقوم بالرد على سياسات رسم المحور الأمريكي لخارطة الشرق الأوسط الجديد.. بأن تُصحح مسار عقود بل قرن ماض من الظُلم تجاه المنطقة العربية، وتُساهم بذاتها في تشكيل خارطة المنطقة.. بعكس ما يريد المتآمرون!!
ولذا، نجد محاولات جمة لإعادة إنتاج 25 يناير، بطُرق جديدة، ولأن الصف الأول من وكلاء المؤامرة قد احترقوا، يظهر اليوم صف ثان من المُتآمرين المحليين، بمُفردات مُستجدة، تستخدم اللغة المستوردة لحقوق الإنسان والإنسانية المنقوصة، دون اكتراث بالمُعاناة الواقعية للمواطن المصري، ويتلقى هؤلاء الحماية والعناية من النظام العالمي الأمريكي ومعاييره الدولية، التي لا يعمل هو ذاته بها.. إنها الفرصة الأخيرة بمصر، لإنقاذ أمريكا والغرب من ورطتهم، بعد أن أفشل الجيش المصري مؤامرتهم.
ولأن الدولة المصرية تعمل وفقاً للقانون، فإنها في انتظار أن يكتمل بنية العُملاء، ويقوموا بمعركتهم الأخيرة.. فحتى هذه اللحظة لا يزال يختبئ الكثيرون من هؤلاء العُملاء بين طيات معسول الكلمات، رُغم أنهم معروفون لدى العامة مهما فعلوا.. ولكي تنتهي مصر من العبث، يجب أن تحدث المواجهة الأخيرة التي ستحدُث لا محالة، لينكشف الجزء المُغطى من جبل الثلج!!
واليوم أصبح اللعب السياسي مكشوفاً.. فالمواجهة أصبحت على مستوى العالم.. وتلعب المملكة العربية السعودية في موقع "رأس الحربة" مع مصر، مواجهة النفوذ الأمريكي في الخليج، بينما أمريكا تتقارب مع إيران، لتهديد دوله العربية.. وتتقارب مصر مع الدول العربية في شبه إحياء "لاتفاقية الدفاع العربي المُشترك"، وهو ما ظهر في حضور وزراء الدفاع العرب إلى مصر في ذكرى انتصارات أكتوبر، للإشارة بسياسات صلبة إلى العالم، إلا أن مصر مستعدة لمواجهة التحديات الكُبرى!
وبينما تحدث تحركات دولية، كبيرة على أعلى مستوى، سواءً كانت مُعلنة أو خفية للانتهاء من الأزمة الحالية والقضاء على المؤامرة ككل، فإن الكثير من المصريين يمتعضون لعدم إنهاء النظام للوضع المُزري، بينما الأمر ليس محلي التكوين، بقدر ما هو دولي.
الصبر يا مصريين، لأن المُشكلة ليست فيما يتعلق بما يحدث في مصر ولكن في مواجهة من يستهدفونها في الخارج!!
وقريباً ستنزلون الشارع مرة أُخرى، للتعبير عن رفضكم العبث بمصر ومصالحها الحيوية، التي هي مجموع مصالحكم أنتم!!
وبمشيئة الله ستنتصر الدولة المصرية مرة أُخرى!!
وتحيا مصر