توحدوا فبحار الموت لا ترحم
فى بحر الموت مسافرين على مركب
والكل بيحارب من فيهم يكون قبطان
صرخت بصوت عالى المركب بيغرق كفاية
ضحكوا عليا وقالوا مسكين تعبان
مش عارف جايز أكون بغرق
جايز أكون مُت
جايز مش شايف
جايز يكون هزيان
كانت هذه الكلمات من ديوانى -تحت الطبع- نفسى فى وطن، فهى ملخص لهذه المقالة، فنحن ما زلنا نعيش حالة الغبار السياسى الذى يعمى الأبصار عن رؤية الحقائق، فهناك من يحاول دائما إثارة الأتربة لتعبئة وتلوث الهواء العام للمصريين وما زلنا فى انتظار سقوط الأمطار الحقيقية التى تستطيع إخماد كل هذه الملوثات ونزولها على الأرض، ولكننا حينما تظهر الحقائق جلياً أمام أعيننا سنواجه الغبار السياسى الذى أعاق يوماً أبصارنا، سيكبل أرجلنا عن السير بسرعة لأننا سنسير حينئذ فى الوحل منتظرين أن تشرق شمس حامية تجفف هذا الوحل تحت أرجلنا فيسهل السير .
فمشكلة البلاد العربية الشرق أوسطية أنهم لا يرون أبعد من خطوات أرجلهم فليس لديهم الحنكة بتوقع الأزمات ووضع الحلول الممكنة لمواجهتها .
فدائما تحركنا الصدمات كما تريد ونسير فى اتجاهها، ثم يكفى بعد ذلك أن نصطدم ببعضنا البعض وتظهر الفتن ويحاول المفتنون إيقاظها، ثم نهدأ لنفاجأ بإرهاب بشكل جديد يتنكر فى عباءات متعددة.
هذه الحالة الضبابية التى يعيشها العالم العربى بما فيهم مصر بالطبع خلقت عندنا نوعا من اللا مبالاة والتكذيب الدائم لكل ما نراه ولا نصدق إلا ما يقترب من أهوائنا ونعطيه كل المبررات المعقولة والمجنونة أيضا، وكأننا فى مركب تسير فى المحيط يقودها مجهول فى طريق معين، وكل جماعة فيها تتوهم أنهم يسيرون فى الاتجاة الذى يريدونه.
وعندما يتيقنوا من أنهم يسيرون فى الطريق الخاطئ فبدلاً من أن يتوحدوا ويتولوا قيادة المركب بعد أن يتفقوا على خارطة الطريق يتركوا من يقودها فى حال سبيله يسير بهم فى الاتجاه الذى يريده ويتفرغوا هم فى التصارع مع بعضهم البعض من أجل لا شىء فيغرقوا جميعاً وينجو بالطبع القائد الحقيقى للمركب بنفسه بدون أن يشعر به أحد.
ومن ينجو من الموت من المتصارعين يكرر نفس أخطاء السابقين وكأنها جينات توارثناها تتحكم فى سلوكنا نحو الانتحار .
لك الله يامصر .