أسرى المرشد
من المؤكد أن هناك الكثيرين فى مصر وأنا واحد منهم كرهوا الكلام عن محمد مرسي، ولم يعد يطيقون سماع كلمة الجماعة، ولم تعد آذانهم تتحمل ذكر اسم حزب الحرية والعدالة وكل ما يذكرنا بعام حكمهم التعيس، هناك الكثيرون من المصريين أصبحت مشاهدة صور الرئيس المعزول وأعضاء جماعته الإرهابية تصيبهم بحالة من الغثيان والتوتر والقلق، فهذا الرجل لم يقدم لنا سوي كل شر ونحن لا نحفظ سوى كل رفض له ولأنصاره.
والسؤال هنا هل نظل أسرى لهذا الماضي البغيض ولهذه الجماعة الإرهابية، ونعيش فى ذكريات الفتنة والدماء ورائحة الموتى، ونظل على طول الخط نردد أخطاءهم ونحفظ خطاياهم ونلقنها لأطفالنا الصغار صباحا ومساء، وتستغرقنا هذه الحالة إلى الأبد، أم أنه يجب علينا أن نتجاوز هذه المرحلة ونفكر فى المستقبل ونفتش عن حلول لمشاكلنا، ونتعامل بإصرار مع العقبات التى تواجهنا ونزيل ما فعله الإخوان، من المؤكد أن العقل سيختار الحل الثاني فأكثر الناس سعادة باستغراقنا فى الحديث عن المعزول والاستبن وحزب الخسة والندالة، سيكون مرسي وجماعته.
لا نريد أن نعطيهم هذه الفرصة، لا نريد أن نوفر لهم مبررا أن مصر لم تتغير إلى الأفضل بعد رحيلهم، نريد أن نثبت لهم أن مصر أجمل كثيرا بدونهم، نريد أن نبعث إليهم برسالة أننا لم نعد نتذكرهم وأنهم أصبحوا فى مزبلة التاريخ بجوار الأعداء وفى صفحة الغزاة وعلى مقربة من المعتدين .
نريد أن نؤكد لهم أننا لم نعد نتذكر الماضى، وأن كل ما يشغلنا هو المستقبل وأننا ودعنا التفكير بظهورنا كما كانوا يريدوننا أن نفعل، لدينا الكثير من المشاكل التى تحتاج إلى حلول، علينا أن نغلق قاموس الماضي ونفتح أبواب المستقبل.
مشاكلنا لن تحل بالدعاء على المعزول، ولن تتوفر احتياجاتنا بلعن الجماعة، لن نجد قوت يومنا بسبب أعضاء التنظيم، لدينا ميراث طويل من الأخطاء.. علينا التفكير في حلول غير تقليدية لأزمة المرور، أصبحنا مطالبين بإيجاد فرص عمل جديدة، مطلوب منا توفير مناخ سياسي وثقافى أفضل، لم يعد لدينا رفاهية توفير احتياجاتنا بدون عمل متواصل.
المرضي يبحثون عن سرير للعلاج والتلاميذ يبحثون عن موضع قدم للتعليم، بعد أن أصبحت كثافة الفصول 130 طالبا في الفصل، المستثمرون يهربون من مصر، السياح أصبحوا يفضلون أماكن أخرى، لدينا تحديات كثيرة فهل نحن مستعدون لهذا أم نظل أسرى شعار يسقط حكم المرشد.. فعلى الجميع أن يتأكد أن حكم المرشد سقط فعلا دون رجعه.
Essamrady77@yahoo.com