رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا تتحول كل مشاجرة إلى جريمة قتل؟‏


لم نكن نتوقع يوما ما أن الأولوية فى مرور السيارات قد ينتج عنه جريمة قتل.. هذا ما حدث فى شارع البحر بالمنصورة عندما تدافعت سيارتان لأولوية المرور ويستخرج موظف فى شركة دهانات طبنجة كانت بحوزته ويطلق النار لتستقر 4 طلقات فى صدر تاجر ملابس من الإسكندرية ليلفظ أنفاسه الأخيرة فى مستشفى المنصورة الجامعى.


لا يمكن استيعاب ما حدث وإن تم استيعابه يعكس أولا: كم السلاح الموجود فى أيدى الناس والذى لا يمكن تقديره لأنه فى ظل غياب الأمن الحقيقي وسماع كم الجرائم يوميا من البلطجية أصبح الأمن الشخصى هو مسئولية الشخص ذاته إلى أن تتوقف الأخبار عن سرقة السيارات علنا فى الشوارع ويتم إحكام القبضة الأمنية على المجرمين واللصوص وإلا سيتزايد الطلب على السلاح لحفظ الأمن الشخصى، وهو ما ينذر بكم من الجرائم التى لا يمكن حصرها .

ثانيا: كم الضغوط التى يعيشها المواطن المصرى من الخوف والقلق من الغد واليوم من الخطف أو سرقة سيارته أو ازدحام الشوارع أو مشكلات شخصية أو نفسية، مما يؤول فى النهاية إلى وجود رد فعل أكبر بكثير من وجود الفعل ذاته علاوة على انهيار الأخلاق فى الشارع المصرى وعدم تقبل النصيحة والاجتهاد فى إنساب الخطأ دائما للغير حتى ولو كان المخطئ هو الفاعل نفسه.. وهذا هو الواقع حيث إن كم السيارات التى تسير فى الاتجاه المعاكس تعدى بكثير عدد السيارات التى تسير فى الاتجاه السليم .

ويعكس مشكلة حقيقية فى سير الشوارع والازدحام الذى يجمع الناس فى مكان واحد يضيق بهم ولا يستطيعون فيه التحرك مما يزيد من الاحتقان، ليصبح المواطن لا يستطيع التحمل لينفث كل ما تحمل فى انفجار نفسى وغالبا يتم إما فى المنازل التى تستر على ما فيها من مشكلات والتى أصبحنا نسمع عن زيادة أعداد الطلاق فى المجتمع على أسباب تافهة لا ترقى إلى أن تسبب الطلاق من الأساس، والبديل الآخر فى الشوارع حيث هى المكان الذى يزيد الناس من الخوف والترقب .

لابد من وقفة للحكومة ووزارة الدفاع والداخلية لجمع كل السلاح الذى دخل عبر الحدود وبسرعة وإصدار قانون لذلك لا يحتوى على ثغرات تفسده ويكون واجب التطبيق دون محاباة أو وساطة .
الجريدة الرسمية