بالفيديو..عصام كامل لـ«المحور»: أمريكا لا تريد مصر قوية.. ملامح الدولة غائبة بالشارع.. ندفع ثمن غياب الحوار.. سوء الإدارة سبب الطرف الثالث.. قوافل الإخوان إهانة للمواطنين..
أكد عصام كامل، رئيس تحرير جريدة "فيتو"، أن نجاح الثورة المصرية ووصولها لأهدافها الحقيقية يؤدى لتصدع أنظمة عربية أخرى، مضيفاً إن أمريكا لا تريد أن تصبح مصر دولة عظيمة وقوية، وأن ذلك يعطى فرصة للأيدى الخارجية للتدخل فى البلاد.
وقال "كامل" خلال لقائه مع قناة المحور صباح اليوم الجمعة: "المجتمع مؤهل لتدخل جهات خارجية فى مصر وهناك جهات تعمل على العبث فى المصالح المصرية لإفشال الثورة".
وأضاف رئيس تحرير جريدة "فيتو"، أن اليوم هو الذكرى الثانية للثورة مشيراً إلى أن المشهد هذا العام يختلف كثيراً عن الذكرى الأولى؛ لأنها كانت تحت شعار "يسقط يسقط حكم العسكر"، أما هذا العام فالجميع منقسمون وهناك تيارات تحتفل بالثورة وترى أن كثيراً من مطالبها تحقق فيما يتظاهر آخرون للتأكيد على أن الثورة لم تحقق أهدافها حتى الآن.
وأشار إلى أن سبب الهواجس والمخاوف الكثيرة لدى الشعب اليوم هو حالة الانقسام الكبيرة بين التيارات، لافتاً إلى أن غالبية التظاهرات السابقة شهدت ظهور الطرف الثالث الذى يضرب بالخرطوش وسط نفى تام من الثوار والشرطة باستعماله.
وأوضح عصام كامل أن غياب الدولة وكذلك الإدارة، سبب الغموض المحيط بالطرف الثالث وأنه من غير المعقول أن يمر عامان دون أن تستطيع الأجهزة الأمنية التوصل إلى معلومات حوله، مشدداً على أن كل الجهات لديها معلومات عن ذلك.
وقال: "هناك معلومات مسبقة عن التظاهر فكيف لا تستطيع الأجهزة الأمنية التوصل للطرف الثالث، حتى إن تقارير لجان تقصى الحقائق لم تكشف معلومات عن ذلك".
وشدد رئيس تحرير "فيتو"، على أن العنف ليس بعيداً عن أجندات خاصة لأجهزة ودول أخرى، مؤكداً أن الخلافات التى تظهر بين القوى السياسية ترجع للأجندات الخاصة وليس بالضرورى أن تكون خارجية".
وتابع: "لا يمكن أن تسير ثورة مصر بطبيعتها، وهناك من يعمل على خلق البغض والضغينة بين القوى السياسية وفئات الوطن والمشكلة من البداية أن التوافق كان غائباً".
وأشار إلى أن من يحكم مصر بعد ثورة 25 يناير، لابد أن يتخلص من أيدولوجيته، موضحاً أنه لو حكم مصر ليبرالى، وقال إنه يمثل هذا التيار، فقد أقصى التيارات الأخرى والأمر ذاته للتيار الإسلامى".
وطالب عصام كامل الرئيس محمد مرسى، بالسعى نحو التوافق والتخلى عن أيدولوجيته، موضحاً أن "الحوار الوطنى الذى جرى فى الفترة الأخيرة ظهر وكأنه من حوارات الحزب الوطنى المنحل"، لافتاً إلى أن غياب النقاط المحددة جعله كمن يردد "يالا نتكلم وخلاص".
كما قال كامل خلال لقائه بقناة المحور: "لا أحد يستطيع أن يحدد ملامح الدولة المصرية الآن، فلا ترى مثلاً عسكرى المرور فى كل الإشارات والناس تخشى من عمل محاضر فى الأقسام ولذلك فملامح الدولة ليست موجودة فى الشارع حتى الآن".
وانتقل إلى الحديث عن ميدان التحرير والميادين الأخرى فى مصر، قائلاً: "المتظاهرون منقسمون لفئتين، الأولى تضم الأحزاب والشخصيات السياسية، وترفع شعارات بعيدة عن إسقاط النظام، فيما يرفع الآخرون هذا الشعار، فضلاً عن أن الفئة الأولى لا تستطيع التحكم فى نبض الشارع ولا توجيهه".
ونصح عصام كامل النخب والقوى السياسية، قائلاً: "من يريد أن يسمع للشعب فعليه أن ينزل للشارع، فمثلاً جبهة الإنقاذ الوطنى تعانى من حساسية عند إصدار أى بيان وتنظر للشارع أولاً ثم تصدر بياناتها متوافقة لما يجرى فيه، وهنا الشارع هو صاحب المقدمة وليس النخب".
وأضاف كامل أن "فيتو"، استضافت مجموعة من شباب الثورة فى ندوة قالوا خلالها: "نريد حرق جبهة الإنقاذ"، مرجعين ذلك بأنهم لا يمثلون الشارع ولا الثوار وأن ثورة يناير بدأت وانتهت بلا قائد رغم تراجع البعض بعد الخطاب العاطفى لمبارك وقتها".
وأوضح أن الحل فى يد من يملك القوة وفى سدة الحكم، مضيفا: "هو القادر على طرح حوارات شاملة مجتمعية كما أن الأحزاب والقوى الوطنية لا ترفض الحوار كما يرددون، وإنما مختلفين حول نقاطه فضلاً عن أن الحوار المجتمعى أمر صعب جداً ويحتاج لجهود كبيرة لإنجاحه".
وقال كامل: "نحن الآن ندفع الثمن ويجب أن نسعى لتقليل الخسائر بالتوصل لحوار مجتمعى فى أقرب وقت، وأن يصل الحوار للحارة والمدارس والجامعات حتى يصل إلى قضايا ونقاط نبدأ منها، فكل ما تم النضال له من قبل لم يكن من أجل المواطن وكلها كانت حسابات سياسية".
وتابع: "الثورة لم تحقق الكثير من أهدافها؛ لكن يجب أن نعرف أن هناك ما تحقق بصورة كبيرة والقصة الآن يجب أن تكون كيف نحقق وليس لماذا لم نحقق، وعلى المسئولين البحث عن أسباب ترديد البعض مقولة ولا يوم من أيامك يا مبارك؟".
وعن مبادرات جماعة الإخوان المسلمين وإطلاقها حملات للصيانة ودعم المواطنين بالقوافل الطبية وغيرها، ذكر عصام كامل: "أرحب بتلك المبادرة ومجهود يشكرون عليه ولابد أن يقوم الجميع بهذا الدور؛ لكن هذه الحملات لن تبنى مصر، فالبناء يجعل المواطن له الحق فى علاج كريم لا أن يعالج فى قوافل طبية، وأرى أن تلك القوافل إهانة للشعب المصرى والدولة لا بد أن تقوم بتك الأدوار".
وأضاف أن الشعب يجب عليه حماية كل المؤسسات سواء كانت عامة أو خاصة أو تنتمى لأحزاب وجماعات كالإخوان لأنها ملك للشعب، موضحاً أن هناك حالات من التسخين والعراك السياسى تؤدى لتسخين المواطنين.
ونوه كامل فى لقائه عبر "المحور"، على أن نزول الجيش يكون منطقياً فى حال وقوع فوضى عارمة فى البلاد"، مطالباً الفصائل السياسية بتقديم بعض التنازلات وفى حال حدوث التقاء وتعاون كل أطياف الشعب فإن مصر تصبح دولة عظيمة، وأن استمرار الصراع يؤدى لسيادة منقوصة للدولة".
وأوضح عصام كامل أن تزايد عدد المعتصمين اليوم فى الميادين وحدوث تلاحم بينهم وبين الألتراس غداً، يجعل الصورة مفاجئة للجميع، مضيفاً: "يوم 25 يناير لم يكن ثورة حقيقية وإنما مظاهرات للمطالبة بإقالة الحكومة وحبيب العادلى وتحولت بعدها لثورة حقيقية".
وقال: "لو تلاقت الرغبات غداً السبت وظهرت شعارات جديدة مع فكرة ألا تنفرد فئة بالحكم وأن تكون العدالة هى أساس المطالب فمن الممكن أن تتحول الأمور لثورة أخرى".
وعن أداء الصحف فى مرحلة الثورة، أكد: "الاعلام يعمل فى مجتمع يمر بحالة مخاض، وكل يوم هو فى شأن برغم من أن الصحافة هى المرآة التى تعكس كل الذى يحدث فى المجتمع ".
واختتم رئيس تحرير جريدة "فيتو" لقاءه مع قناة المحور، متمسكاً بأن الشهداء هم من عاشوا بعد الثورة وهم من عدلوا الطريق وأسماؤهم ستظل مخلدة فى التاريخ، لافتاً إلى أن هناك من عاش أكثر من 100 عام ومات بلا أى شىء يذكره التاريخ على عكس شهداء الثورة".