رئيس التحرير
عصام كامل

هل يمكن للطاقة الشمسية أن تحل أزمة الطاقة في غزة؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في ظل أزمة الطاقة بقطاع غزة بسبب الحصار وهدم الأنفاق مع مصر أخذ البعض من سكان غزة يعتمد على منظومات الطاقة الشمسية لسد احتياجاتهم من التيار الكهربائي، لكن ارتفاع أسعارها وصعوبة دخولها للقطاع يحولان دون انتشارها هناك.

ليس جديدًا أن يستخدم أهالي قطاع غزة الطاقة الشمسية، فقد نجحوا خلال سبعينات القرن الماضي في تطويع الطاقة الشمسية للحصول على المياه الساخنة، ليصبح السخان الشمسي ركنًا أساسيًا في كل بيت فلسطيني.

الجديد لجوء سكان قطاع غزة مؤخرًا إلى استخدام ألواح لتوليد الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية للحد من الأزمة المتفاقمة في انقطاع التيار الكهربائي.

أزمة انقطاعٍ للكهرباء متفاقمة منذ سبعة أعوام، ما دفع شرائح كبيرة من أهالي غزة إلى الاعتماد على المولدات الكهربائية، التي نتج عن سوء استخدامها حوادث أدت إلى عشرات الوفيات والإصابات.

لكن الاعتماد على المولدات الكهربائية بات مشكلة أيضًا، بعد أن توقف تهريب الوقود المصري عبر الأنفاق مع مصر.

وفعليًا بدأت بعض المستشفيات والمصانع والمحال التجارية والجامعات والمدارس في الاعتماد على استخدام الطاقة الشمسية كبديل عن المولدات الكهربائية. 

غير أن التكاليف الباهظة لهذه المنظومات تجعل المواطن متوسط الدخل عاجزًا عن اقتنائها، ناهيك عن الفقير. مشكلة أخرى يواجهها اعتماد سكان غزة على ألواح الطاقة الشمسية، تتمثل في عدم سماح إسرائيل بدخول الألواح الخاصة باستخدام الطاقة البديلة.

وتبقى الأنفاق التي ما زال القليل جدًا منها يعمل بشكل سري ومقنن، هى المنفذ الوحيد لدخول تلك الألواح.

طاقة بديلة حافظت على حياة المرضى ينقطع التيار الكهربائي على أهالي غزة لفترات تتراوح ما بين 12 إلى 16 ساعة يوميًا منذ عام 2006، عندما قصفت مروحيات إسرائيلية محطة الكهرباء الرئيسة في غزة، ما أدى إلى تدمير عدد من مولداتها الأربعة. فضلًا على شُح الوقود المشغل لها.

القطاع الصحي بات المتضرر الأكبر من أزمة انقطاع التيار الكهربائي.

مجمع الشفاء الطبي ومستشفى النصر للأطفال دشنا مشروعين لاستخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء. 

ويشير الدكتور نبيل البرقونى، مدير مستشفي النصر، في حوار مع DW عربية إلى أن "استخدام الطاقة البديلة حافظ على حياة المرضى خاصة أطفال الحضانات ومرضى غسيل الكلى والقلب".

ويعتبر البرقونى "مشروع الطاقة البديلة كان تحديًا للحصار دون الحاجة إلى وقود ومولدات كهربائية، كما أنه حد من خطورة أزمة انقطاع التيار المتكرر على المستشفى خاصة الأطفال الخُدج".
ويضيف الطبيب الفلسطيني المشروع أشرفت عليه مؤسسة سواعد للإغاثة، بتمويل من إحدى المنظمات الإنسانية البريطانية.

مدارس ومصانع تستخدم الطاقة النظيفة

مدرسة الفخاري الثانوية للبنات جنوب قطاع غزة باتت أول مؤسسة تعليمية تدشن مشروع استخدام الطاقة البديلة لإنارة المدرسة. كما أن أربع مدارس أخرى تنتظر تنفيذ مشروع مماثل لاحقًا. 

المدرسة وفق مديرتها أصبحت غير قلقة من تأثير انقطاع الكهرباء، فقد أصبحت مختبراتها وقسم الحاسوب والقاعات الدراسية جميعها "تُدار بالطاقة الشمسية البديلة عند انقطاع التيار الكهربائي".

وكذلك أخذ أصحاب المصانع يتجهون أيضًا لاستخدام هذا النوع من الطاقة البديلة. عن هذا يقول أبو خالد عطا لله، وهو صاحب مصنع للملابس، في حوار مع DW عربية: "ركبت 26 خلية ضوئية فوق سطح المصنع، ما جعلني لا أتخوف من أزمة انقطاع الكهرباء".

لكن محال تجارية ومنازل لا تستطيع أن تحذوا خُطي أبو خالد وفق ما أشار لـ DW عربية محمد السوافيرى صاحب إحدى المحال التجارية، مضيفًا: "الألواح غالية جدًا. الأغنياء فقط من يمكنهم استخدام الطاقة الشمسية".

عقبات عدة 

لم ينكر مستخدمو هذه الطاقة الشمسية البديلة ارتفاع تكلفة استخدامها. محمد الصوالحي، صاحب شركة شمس النهار لبيع الألواح الشمسية، يؤكد أن سعر الألواح الآن أرخص مما كان عليه سابقًا.

ويضيف الصوالحي بالقول: "أتوقع ازدياد الطلب بسبب استمرار أزمة الكهرباء". وعن التكلفة المادية يشير الصوالحي إلى أن سعر اللوح الواحد يبلغ 1000شيكل.

لكن المواطن زكي عثمان يسخر من هذا قائلًا: "حين ينقطع التيار الكهربائي أفضل استخدام الشمعة، فبيتي يحتاج إلى ست وحدات، إضافة إلى البطارية، ما يعني آلاف الدولارات"، في ظل صعوبة الحصول على مكونات هذه المنظومات.

ويشير باحثون إلى إنشاء حقول الطاقة الشمسية سيعود بالنفع على ساكني القطاع، فأشعة الشمس تسقط على غزة طوال 300 يوم في العالم تقريبًا، لكن نقص التمويل اللازم لإقامة مثل هذه الحقول يحول دون الاستفادة من هذه الطاقة النظيفة.
الجريدة الرسمية