25 يناير ...ماذا جرى وماذا سيجرى؟
" الثورة " فى المشترك الأعظم لتعريفاتها الشهيرة هى "علم تغيير المجتمع" ..وتغيير المجتمع يعنى وضعه على حالة أفضل مما كانت عليه قبل قيام الثورة..وبهذا التعريف الذى هو تقريباً محل اتفاق أساتذة العلوم السياسية..فلا ثورة قامت فى مصر ولا شىء قد جري..فرق كبير بين الثورة والهيصة أو بينها وبين تجمع بشرى يهتف أو يشتم أشخاصاً بعينهم أو يشتم آخرين..الثورة إجراءات وتصرفات وسلوكيات وقوانين جديدة وعلاقات مختلفة على الأرض..وقياساً عليه: فلم نذهب لحرية أفضل..ولا لرفاهية أفضل..ولا لنظام عدالة وقضائى أفضل..ولا لحرية عقيدة أفضل..ولا لضمانات اجتماعية أفضل..ولا توزيع عادل للثروة..أفضل..ولا أى شىء على الإطلاق أفضل..وربما بعضها تحول إلى الأسوأ..!
السؤال: هل يمكن الحكم على مرسى الأشهر الماضية؟
الجواب: الفترة غير كافية أبداً للإنجاز...لكنها كافية جداً للحكم على قدرات الرجل وأفقه وكافية لتوقع مستقبل البلاد لو ترك الأمر له من دون مقاومة..
سؤال: وهل تكفى بعض الهفوات للانقلاب على الشرعية؟
الجواب: لا..الهفوات لا تكفي..لكن ما جرى ليست هفوات..ما جرى انقلاب كامل على هذه الشرعية..إلغاء القضاء المصرى العظيم بجرة قلم بسيطة..ودستور إجباري..والسعى لتغيير الدولة المصرية ذاتها وليس للحكومة أو لوزرائها..وبالمناسبة: إن خرج الشعب على الحاكم صارت الشرعيه له..للشعب..هو فوق كل السلطات..يمنحها ويمنعها..وما أروع أن يفعل ذلك بنفسه مباشرة.
سؤال : وماذا تتوقع اليوم وغدا؟
قلت: ربما نصل إلى اللحظة الحرجة..
قال: وماهي؟
قلت : اللحظة التى يصبح صمت القوات المسلحة فيها على ما يجرى من أحداث تقصيراً لا شك فيه! ثم أضفت: وربما لا نصل إليها أصلا لاحتواء كل أسبابها قبل أن تقع..وكل ما أخشاه..أن يكون الإخوان وراء " النفخ" والمبالغة فيما يجري..حتى إن انتهى كل شىء..من دون أى شىء..انتهت المعارضة..مثل كل شىء..وسيطر الإخوان ولفترة طويلة..على كل شىء!!.
