الثورة مستمرة
عامان بالتمام والكمال، مرّا على ثورة 25 يناير، التى أسقطت نظاما غاشما ظالما، وجلبت نظاما أشد غُشما وظلما، فلم يكد المصريون يفرحون بثورتهم، إلا فرحة رجل، رزقه الله بطفل، بعد سنوات طوال من الانتظار، ثم مالبث الموت أن شيعه إلى عالم الفناء، فغدت سعادته تعاسة متدفقة بلا شطآن.
فى الذكرى الثانية للثورة،لا يتبادل المصريون التبريكات والتهانى، احتفالا بثورتهم الوليدة، بل لا يزالون يواصلون الثورة، ضد نظام،لا يوقرهم ولا يحترمهم، ويتفنن فى إذلالهم، وقهرهم.
اليوم، يخرج الثوار إلى الميادين، مطالبين بإسقاط حكم المرشد وأذياله، وتبعية الرئيس لهم، فقراراته ليست من رأسه، بل من رؤوس سادته وكبرائه، فى مكتب الإرشاد.
اليوم، يخرج الثوار إلى الميادين، مطالبين بإسقاط نظام لا يعرف النظام، بل يحرض على الفوضى، بقرارات لا تخدم إلا القائمين عليه.
اليوم، سوف يهتف الثوار، بإسقاط المرشد، وإسقاط الرئيس، وإسقاط دولة الإخوان، التى يتفشى الفقر والظلم فى عهدها بصورة مطردة.
ولكن فى المقابل، كيف يرى المرشد ومندوبه فى القصر الرئاسى، المعروف إعلاميا بـ"الرئيس مرسى"، هذه المشاهد الغاضبة، بعد حكم لم يدم سوى 6 أشهر؟!!.
المرجح أنهم سوف يجمعون على أن الثوار مُخطئون، والمتظاهرين مأجورون، والغاضبين لا يفهمون، وأن القائمين على وسائل الإعلام، الكارهة للإخوان،هم المحرضون.
سوف يستعصى على أفهام مرسى وجماعته، أن يستوعبوا دوافع وأسباب غضب المصريين من حكم الإخوان، ومن زمن الإخوان،لأنهم لا يريدون أن يفهموا، ولا يبغون سوى البقاء، على حساب شعب، أراد الحرية، فمنعوها عنه، وسعى إلى الحياة، فأعدموها، وتطلع إلى العدل، فسخروا منه، وإلى الحق، فاستهزأوا به.
لن يفلح مرسى وجماعته، فى إسكات شعب، أراد الحياة، بعد موت، وأراد العدل، بعد ظلم، وأراد الخبز بعد جوع، فالشعب إذا أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر، والقدر سوف يستجيب للمصريين، لأنهم نزعوا من فوق أجسادهم رداء الخوف والخضوع والاستسلام، لأى ظالم، حتى لو تمسح بالإسلام، ولو كان حافظا للقرآن، ويصلى الفجر فى جماعة.
انتفاضة الشعوب، لن يطفئ نيرانها، ألاعيب الحكام، مهما بلغ خبثها، ولن يكبح جماحها أكاذيب الكاذبين، ولا ضلالات المضللين، فثورة المصريين، سوف تبقى مستمرة، ولن تهدأ وتيرتها، إلا إذا تحققت طموحات وأحلام المصريين، يحيا شعب مصر، وتسقط جماعة "الزور والبهتان".