السبكى.. الرجل الذى هد عرش مصر
"المفروض تشكروا السبكى.. لولاه مكنتش صناعة السينما هتستمر".. هذه هي الجملة التي أصبحنا نراها بكثرة هذه الأيام في الأخبار والتقارير الفنية لبعض من يطلقون على أنفسهم نقادًا وفنانين، فهم يرون أنه لولا السبكى لتوقفت صناعة السينما، فهو المنتج الوحيد المستمر في إنتاج الأفلام بالرغم من الظروف الأمنية والسياسية السيئة التي تمر بها البلاد، ولكن من يقولون هذا الكلام يغفلون العديد من الحقائق التي يراها أي كفيف.
أولًا.. السبكى هو المنتج الوحيد الذي يجد البيئة الحالية بيئة عمل مناسبة له، فهو ينتج نوعية أفلام تناسب الفراغ الأمنى وما يلازمه من كبت جنسى وحالات تحرش، وهى الأفلام التي إذا تم إنتاجها في ظروف جيدة في مجتمع راق متحضر قد لا تجد من يشاهدها، حتى السبكى نفسه قد لا يشاهدها، والدليل على ذلك أن السبكى حينما كان يقوم بتقديم أعمال مشابهة في فترات ما قبل الثورة كانت تحقق إيرادات ضعيفة، وعندما قدمها بعد الثورة أصبحت هذه الأفلام رقم واحد في مصر، حتى إن البعض أصبح يقلده في إنتاج هذه النوعية.
ثانيًا.. السبكى معروف عنه أنه يفضل إنتاج أفلام قليلة الميزانية، إلا في حالات نادرة، لذلك فهو لا يجد أي صعوبة حاليًا في إنتاج الأفلام، على عكس المنتجين الأخرين الذين يفضلون الإنتاج بمزانية كبيرة، فهو سيحضر راقصة وبلطجى ومطرب شعبى ويتم تصوير الفيلم في 4 أيام، فإذا لم ينجح الفيلم وحقق إيرادت 2 مليون جنيه فقط فهو الفائز في النهاية، لأنه "جاب حق الفيلم"، بالإضافة إلى أنه سيحصل على مقابل بيعه للقنوات الفضائية، لذلك فإنه لا يواجه شبح الخسارة الذي يواجهه باقى المنتجين الذين تعودوا على إنتاج أفلام ذات ميزانية كبيرة.
ثالثًا.. لو صناعة السينما توقفت، فهذا أفضل من استمرارها بهذه النوعية من الأفلام، فتوقفها سيؤثر على معيشة عدد كبير من الأشخاص لفترة من الوقت، ولكن استمرارها سيؤثر على مستقبل جيل كامل للأبد، لذلك فإن استقرار المرض وتوقفه عند مرحلة معينة أفضل من محاولة علاجه بطريقة خاطئة، فالسبكى أثر في المجتمع لدرجة أن جميع الأطفال والشباب حاليًا أصبحوا يقلدون أفلامه، حيث أن اسم السبكى أصبح يقوله المصريون أكثر من اسم السيسى أو مرسي.
رابعًا.. في الماضى كانت كلمة السبكى تطلق على أحمد السبكى أو محمد السبكى، ولكن بعد تأثر بعض المنتجين بهم ومجاراتهم في إنتاج هذه النوعية من الأفلام، فإن كلمة السبكى حاليًا أصبحت تطلق على أي منتج يقوم بإنتاج هذه النوعية من الأفلام.. السبكى مش مجرد منتج.. السبكى أسلوب حياة.