رئيس التحرير
عصام كامل

«مصر أولى بالغاز الإسرائيلي».. «يوسف»: تل أبيب عاجزة عن التسويق.. من مصلحة القاهرة استيراده بـ 5 دولارات للوحدة.. فرصة للتأمين الاستراتيجي لخزانات المازوت.. لدينا فرصة لإجراء مفاوض

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

منذ شهور قليلة كانت مصر تصدر الغاز الطبيعي لإسرائيل، وسط معارضة شعبية وسياسية واسعة داخل الأوساط المصرية، أما اليوم فانقلب الحال وتعرض "تل أبيب" على القاهرة اليوم تصدير الغاز بعد أن أصبح لديها وفرة وفائض للتصدير.


وفي ظل حاجة مصر الماسة للغاز الطبيعي لأغراض التنمية الصناعية والبتروكيماوية لزيادة القيمة المضافة علاوة على الاحتياجات الملحة لمحطات توليد الطاقة الكهربائية وتأمين احتياجات المصانع والورش والمنازل، خصوصًا في فصل الصيف دون انقطاع مستمر كما حدث خلال العامين السابقين.. هناك سؤال يطرح نفسه على الساحة المصرية.. هل هناك ما يمنع من قيام مصر باستيراد الغاز الإسرائيلي لزوم التنمية الصناعية وتصنيع السلاح المصري بالغاز الإسرائيلي؟.

وفي رده على هذا التساؤل، أكد المهندس مدحت يوسف الرئيس السابق لهيئة عمليات وزارة البترول، أن عدم قدرة إسرائيل على تسويق فائض الغاز الطبيعي للخارج، نظرًا لتطلب ذلك تسهيلات إسالة للغاز بما لا يقل عن 4 سنوات وتكاليف استثمارية ضخمة تصل لأكثر من أربعة مليارات دولار لمحطة الإسالة الواحدة، يدفعها إلى عرض تصدير الغاز لمصر.

وأشار إلى أن إسرائيل في الأساس لا تنوي إقامة محطات الإسالة من الأساس لارتباط عمر التشغيل الاقتصادي الخاص بها لأكثر من 30 عامًا، موضحًا: "من ناحية أخرى فإن تل أبيب تسعى لإنشاء شبكة للغاز الطبيعي تغطي إسرائيل بالكامل .. وهذا يتطلب فترات زمنية طويلة تصل لأكثر من 10 سنوات والبديل الوحيد المتاح لها ودون تكلفة استثمارية ضخمة هو ربط الإنتاج بخط الغاز المصري الواصل إلى العريش ومنه للشبكة القومية المصرية".

أضاف "يوسف": "هنا تستطيع مصر من تلك الناحية إجراء مفاوضات قوية مع الجانب الإسرائيلي لشراء الغاز الطبيعي بأسعار مخفضة، وبالقطع لن تقل عن سعر تصدير مصر الغاز للأردن والذي يبلغ نحو 5.5 دولار لمليون وحدة حرارية .. وهذا السعر مميز للغاية إذا ما قورن بأسعار استيراده من قطر والذي بلغ ما لا يقل عن ١٤ دولارا للمليون وحدة .. وهنا يجب أن نفكر في مصلحة شعبنا واقتصادنا القومي".

وأشار إلى أنه من الناحية الاستراتيجية فإن خزانات المازوت البديل المستخدم حاليا لتأمين عجز الغاز الطبيعي محليًا يجب أن تكون في حالة امتلاء كامل مخافة انقطاع إمدادات الغاز الإسرائيلي بعد التعاقد .. وفى هذه الحالة فلا يوجد ما يقلق الدولة المصرية نظرًا لكبر سعات تخزين المازوت بمصر.
الجريدة الرسمية