"التظاهر".. القانون الذى كشف عورات الجميع!
من يعتقد في الحكومة أنه من الممكن أن يستأذن شعب مصر للاحتجاج علي خطأ أو خطيئة أو جرم أو جريمة أو فساد إو إفساد فهو واهم.. ومن يعتقد أن الغضب علي ذلك قد يبقي رهين الموافقة عليه والنظر في أمره والبحث في رفضه بالالتفاف حوله بعدم تأمينه مثلا أو إدخاله دائرة الروتين الورقي الرسمي.. فهو لم يفهم شيئا مما جري في مصر ولم يتعلم من السياسة درسا مما تعلمه حتي أطفال الوطن..
ومن يتحجج بالإخوان في تأييد تقييد حريات المصريين يصادر علي مستقبل من يستحق من أجل من لا يستحق.. وعنده في الطوارئ ما يكفي وهو ما زال بحبره لم يجف.. ودون أن يستعمله أحد..!
أما.. نكرر.. أما.. من يتحجج بالإخوان أيضا وكلامهم وما سيقولونه إن ترشح الفريق السيسي فهم أيضا يصادرون المستقبل .. ويصادرونه بغير هدي.. وبغير حق.. لأنهم لا يصادرون هنا علي حق السيسي في الترشح.. وإنما يصادرون علي حق شعب مصر في الاختيار.. وحق الاختيار لفئة يعطي بالضرورة لفئة غيرها الحق نفسه أيضا..
وقد يسأل البعض: وما دخل السيسي الآن في الكلام عن قانون التظاهر؟ ونقول: لأن هاجس الإخوان في مستقبل المصريين يستخدمه البعض عندما يريد ويحب ويوظفه فيما يخدم مصالحه.. وهاجس الاخوان أيضا في مستقبل المصريين يستبعده البعض عندما لا يريد ولا يحب ويوظف الاستبعاد فيما يخدم أيضا مصالحه..!
وبين هؤلاء وأولئك ما زال البعض يمارس هواية "الاستغفال"، التي اعتقدنا أنه تعافي وشفي منها.. حيث لا يزال إعلام الإخوان يسوقه إلي حيث يريد إعلام الإخوان لأن يسوقه.. فلا قانون التظاهر هو القانون الذي أعده الإخوان ولا القانون كله شر.. إنما قانون به نصوص جيدة، مثل تخصيص أماكن محددة للتظاهر لا تحتاج ترخيصا للتظاهر بها ومثل الاكتفاء بالإخطار قبل التظاهر.. لكنه أيضا به نصوص نرفضها تماما من مبدأ أن دولة المستقبل التي ثار من أجلها الناس يجب أن تنقل المصريين إلي مزيد من الحريات ومزيد من الحقوق والمكتسبات.. وليس العكس ولا أقل من ذلك!
باختصار: كشف "قانون التظاهر" قبل أن يقره أو يرفضه شعب مصر.. عورات الجميع وتناقضاتهم واذواجيتهم.. بل وكشف أيضا خيبة البعض الثقيلة في ارتضائهم بأن يكونوا حيث يريد غيرهم أن يكونوا!