رئيس التحرير
عصام كامل

التليجراف: انقسام المعارضة السورية يدعم بقاء الأسد في الحكم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نشرت صحيفىة التليجراف البريطانية مقالا للكاتب البريطاني كون كافلين تحت عنوان "شئنا أم أبينا علينا الاعتراف بالأسد"، تحدث فيه عن تطور الوضع في سوريا، والتقدم الذي يحرزه النظام السوري للرئيس بشار الأسد.

وقال كافلين إنه نظرًا للتقدم الذي يحققه الأسد في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ أكثر من عامين ونصف، فإن أي خطة سلام ستقتضي حتما رئيس مستبد للبلاد.

وأشار إلى الأوضاع في شهر أغسطس عندما استخدم غاز السارين وقتل المئات من المدنيين الأبرياء في منطقة الغوطة بريف دمشق وبدا من الصعب أن تنزلق سوريا لأزمة أشد سوءا، ولكن فيما يبدو الآن أن الأزمة السورية تنزلق لما هو أسوأ، بعد أن سمحت الولايات المتحدة للأسد بأن يفلت من العقاب بتوجيه ضربة عسكرية ضد نظامه لتكون رادعا له في المستقبل، وإنما منحته الفرصة للاعتراف به بعد تأييدها للثوار المناهضين له، وأصبح الأسد واثقا بنفسه أكثر من أي وقت مضي، ولا يشعر بالذعر بعد قتل أكثر من 100 ألف سوري منذ بداية الحرب.

وأضاف أن إدارة باراك أوباما أصيبت بإحباط بعد رفض مجلس العموم البريطاني توجية ضربة عسكرية ضد النظام السوري، خوفا من تكرار التجربة العراقية، التي أودت بحياة الزعيم الراحل صدام حسين، وتحول العراق إلى منطقة مضطربة، فحاول أوباما أحالة الأمر إلى الكونجرس للموافقة على ضرب سوريا، ولكن المبادرة الدبلوماسية الروسية قضت على فكرة توجية ضربة عسكرية للأسد، بتفكيك ترسانة الأسلحة الكيماوية التي لدي النظام السوري.

ويري كافلين أن الأسد سيلعب دورا في الحكومة المستقبلية لسوريا، وهذا ما يؤكده هدوئه وابتهاجه بعد القمة التي عقدت في لندن بين القوى العربية والغربية والمعارضة السورية، فضلا عن ظهوره في أحدي المقابلات الصحفية، وأشارته إلى أنه يجب أن يحصل على جائزة نوبل للسلام لموافقته على التخلص من الأسلحة الكيميائية.

وأكد أن القوى الغربية كانت تدعم الثوار السوريين ولكن انقسام المعارضة ووجود عناصر من تنظيم القاعدة في سوريا، يهدد المصالح الغربية في المنطقة، وجعل الغرب يقبل بفكرة تحقيق تسوية مع الأسد، ولكن معاناة السوريين التي طال أمدها تجعل من الصعب وجوده في الحكومة، ولكن فيما يبدو أن الأسد سيبقي اليد العليا في المستقبل السوري، لأن كلما طال أمد هذا الصراع، وأصبح أكثر طائفية، يصبح المتطرفون هم القادرون على اتخاذ القرار.

واختتم كافلين بالإشارة إلى العقود الماضية وقبل انزلاق سوريا في الصراع الطائفي تهاون الغرب مع عائلة الأسد،لأنه لم يكن هناك بديل لها ومع استمرار النزاع الحالي، من الممكن أن نجد أنفسنا مضطرين لفعل ذلك مرة أخرى.
الجريدة الرسمية