رئيس التحرير
عصام كامل

الصحافة العربية: «الطائفية» ورقة الإرهاب الأخيرة.. الهجوم على كنيسة الوراق يُعيد إلى الواجهة استهداف الأقباط في مصر.. الـ«50» تناقش مسودتها الأولية.. وخلافات حول مواد الجيش والشريع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بالأوضاع الجارية في مصر واستهداف كنيسة الوراق الذي يعيد إلى الواجهة الحديث عما يقوم به الإرهاب على أراضي مصر، بالإضافة إلى مناقشة لجنة الخمسين مسودتها الأولية.


البداية مع صحيفة الخليج الإماراتية، وتحليل إخباري يؤكد على أن الطائفية هي ورقة الإرهاب الأخيرة، وتقول الصحيفة:"يخطئ من يظن أنه يمكن تفجير مصر من الداخل عبر إثارة الفتنة بين المسلمين والأقباط، فهذه الألاعيب الشيطانية تمت تجربتها مرارًا وفشلت على مدى أكثر من قرنين من الزمن، إذ جرّبتها حملة بونابرت عبر الجنرال يعقوب المصري وفشلت، وجرّبها الإنجليز بعدهم وخابوا أيضًا، وتمارسها إسرائيل بطرق مختلفة ولا تنجح، وكذلك جرّبتها فرق إسلامية وفشلت فشلًا ذريعًا.

ولهذا فإن معظم المراقبين يرون أن الهجوم الدموي على كنيسة السيدة العذراء بمنطقة الوراق في الجيزة الذي أوقع 4 قتلى و18 مصابًا، لن يجدي، بل لن تغادر آثاره حدود المنطقة التي حدث بها، ولن يؤدي بأي حال إلى تحقيق أهداف الإرهابيين الذين يسعون إلى جر مصر لمستنقع دموي على غرار ما يجري في بعض الدول.

وتشير الصحيفة إلى أنه وبالرغم من عدم إعلان القتلة عن أنفسهم ومسئوليتهم، لكن المرجح أن ما حدث يدور في سياق الجرائم التي يديرها ويمارسها الإرهابيون ضد الجيش والشرطة في سيناء وغيرها، وفي صعيد مصر ضد الأقباط والشرطة، ويبدو أن قوى الإرهاب اتجهت نحو توسيع نطاق ممارساتها، بحيث تتعدى مؤسسات الدولة، من أجل جعل العنف حالة مجتمعية، وليس مجرد صراع بين الدولة والخارجين عليها، بعدما فشلت مساعيهم في جر البلاد إلى الدم.. ولهذا انتقلوا الآن إلى توسيع الدائرة، بهدف جر الأقباط إلى العنف، سعيًا لخلط كل الأوراق، ونشر الفوضى على نطاق أوسع.

وتؤكد الصحيفة أنه تبعًا لدروس التاريخ وتجارب الحاضر، فسوف تنكسر هذه الهجمة الإرهابية الجديدة، نظرًا لوعي الشعب المصري بتلك الألاعيب الشيطانية، وأن هذه الهجمة كشفت أن قوى الإرهاب تستنفد أسلحتها وتلعب بورقتها الأخيرة، ما يعني أن مخططاتها أفلست عمليًا، وأن ما يتم ليس إلا "حلاوة روح" كما يقول المصريون.

صحيفة الحياة اللندنية، أشارت إلى أن هجوم الكنيسة أعاد إلى الواجهة عمليات استهداف الأقباط التي انتشرت في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي مطلع يوليو الماضي إلى واجهة مشهد العنف في مصر.

وأشارت الصحيفة أن المسلحين، اختارا كنيسة خلت من أي حراسة أمنية، إذ دمر مسلحون قسم شرطة الوراق في 14 أغسطس الماضي بالتزامن مع فض اعتصامي أنصار مرسي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله "إن التحريات الأولية دلت على أن الهجوم إرهابي، خصوصا أن الجناة أطلقوا النار عشوائيًا لحظة خروج مجموعتين من المدعوين لا تجمعهما صلة"، وأوضح أنه «تم توقيف 5 أشخاص يُعتقد بأنهم على صلة بالاعتداء».

إلى الوطن السعودية، وافتتاحيتها والتي جاءت تحت عنوان: "مواجهة الإرهاب قد تطول"، حيث رجحت الصحيفة أن ما يحدث في مصر، من محاولات اغتيال لشخصيات نافذة، آخرها محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري، أو أعمال إرهابية أخرى تمثلت في اختطاف الجنود المصريين وقتلهم، ليس سوى مؤامرات واضحة لتفتيت الكيان المصري، وإدخال هذا البلد الكبير في مزيد من الفوضى، هي مؤامرات صريحة لتصبح مصر عراق آخر.

وقالت: "إن هناك مستفيدين من الأحداث الإرهابية التي شهدتها مصر مؤخرا، والتي كان آخرها إطلاق النار على عدد من الأشخاص أمام كنيسة العذراء بمحافظة الجيزة، قتل على إثرها أربعة مسيحيين، بينهم طفلة في الثامنة.

وأضافت الصحيفة: "ما الهدف من اغتيال الجنود المصريين، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية، وأخيرا إشعال الفتيل الطائفي في مصر؟".

وأكدت أن الثورة الشعبية المصرية الثانية في الـ30 من يونيو، أحبطت مؤامرات دُبرت، وصفقات عُقدت، كان من شأنها القضاء على الدولة الوطنية المصرية، وبالتالي فإن دولا خارجية، وجماعات داخلية، خسرت في مصر، فما كان منها إلا أن حاولت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وحتى الآن، الضغط على الحكومة، والمؤسسة العسكرية المصرية، بشتى الوسائل والطرق، لإحداث الانقسامات الداخلية، وإحداث الاضطرابات في أجهزة الدولة المصرية.

وشددت الصحيفة على أن ما يريده أعداء مصر، من الداخل والخارج، هو عدم الاستقرار، وتفتيت النسيج الوطني المصري، وإحداث الوقيعة بين الحكومة والمواطن، وثني الدولة المصرية عن برامجها الإصلاحية، وأهمها صياغة الدستور، الذي تناقش مسودته الأولية اليوم؛ لجنة الخمسين في جلسة عامة مغلقة.

وأضافت:" أعداء مصر في الداخل والخارج كشفوا أنفسهم.. الشعب قال كلمته، والأجهزة الأمنية والمؤسسة العسكرية آثروا الشعب على أعدائه، وسيعلن الدستور المصري قريبا، وستنتصر الدولة المصرية على أعدائها، لكن الحسم قد يطول".

إلى صحيفة الشرق الأوسط حيث أشارت إلى استعداد لجنة تعديل الدستور، لمناقشة المسودة الأولية للمرة الأولى في جلستها العامة، التي تقرر أن تكون جلسة مغلقة، لتفادي الآثار المترتبة على أي خلاف خلال تلك المناقشات، بحسب مصادر داخل اللجنة.

وتواجه لجنة الـ50 خلافات بشأن مواد تتعلق بالجيش ووضع الشريعة الإسلامية في الدستور، ورغم اقتراب اللجان النوعية من حسم عدد من تلك الخلافات، لا يزال من غير المعروف ردود الفعل التي قد تصدر خلال اجتماعات اللجنة العامة.

وأشارت الصحيفة إلى زيادة شعور القلق جراء حالة التعتيم التي تفرضها اللجنة على أولى جلسات مناقشة المسودة الأولية، وأثار قرار هيئة مكتب لجنة الخمسين بقصر حضور الأعضاء الأساسيين دون الاحتياطيين (الذين ليس لهم حق التصويت) خلال الجلسة العامة المقرر عقدها اليوم (الثلاثاء)، استياء واسعا في أوساطهم.

الجريدة الرسمية