رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «معجزة رمسيس تعيد الروح للسياحة».. تعامد الشمس على تمثال الملك يحظى باهتمام دولي.. معبد أبو سمبل أكبر معبد منحوت بالعالم.. آلاف السنوات لم تغير الحسابات الفلكية للقدماء الم

فيتو

احتفل الآلاف من أهالي مدينة أبو سمبل السياحية بظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني بمعبد أبوسمبل، في حفل فني ساهر انتهى صباح اليوم الثلاثاء، بحضور محافظ أسوان مصطفى يسرى وسفراء وقناصل الدول العربية والأفريقية ورئيس جمعية المراسلين الأجانب "فولكهارد فوندفورد" رئيس جمعية المراسلين الأجانب، وعدد من فناني مصر ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية والأمنية.

وقد سبق الحفل الساهر تنظيم احتفالية خاصة بساحة معبد أبو سمبل بقدس الأقداس، حيث قدمت فرقتا أسوان للفنون الشعبية وأطفال أبو سمبل للفنون الشعبية فقراتها الفنية بصحن المعبد، وأعقبه عرض الصوت والضوء لحياة رمسيس الثاني.

نظم الحفل الهيئة العامة لقصور الثقافة بمسرح السوق بمدينة أبو سمبل السياحية بمشاركة 5 فرق للفنون الشعبية تضم 300 من راقصي وفناني الفنون الشعبية والتلقائية لفرق أسوان وتوشكي والأقصر وسوهاج وفرقة أطفال أبو سمبل السياحي، والتي قدمت فقرات فنية وفلكلورية لاقت إعجاب جميع الحاضرين.

وتتعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني مرتين في العام، الأولى في الساعة 6:25 دقيقة صباحًا يوم 22 فبراير من كل عام وذلك احتفالا بميلاده، والثانية الساعة 5:55 دقيقة صباحًا يوم 22 أكتوبر من كل عام أيضًا احتفالا بذكرى تتويجه وتوليته عرش مصر.

يتسلل شعاع الشمس على وجه الملك ويملأه نورا داخل حجرته في قدس الأقداس، حيث تعكس تلك اللحظة شعورًا بالرهبة والسحر والغموض في جمال منظر شعاع الشمس الذي يتحول إلى حزمة ضوئية تضئ وجه التماثيل الأربعة داخل المعبد.

يعد معبد أبو سمبل أكبر معبد منحوت في الصخر بالعالم وهو تحفة معمارية وهندسية للقدماء المصريين، نُحت في صخرة على الضفة الغربية للنيل، وللمعبد واجهة ضخمة تضم أربعة تماثيل لرمسيس منحوتة في الصخر وتماثيل أخرى يجلس اثنان منهما على كل جانب بالمدخل، وتمثل الملك رمسيس مرتديا التاج المزدوج لمصر وبين أرجل كل تمثال نجد تماثيل للملكة نفرتاري والأطفال الملكيين، وتمثال لإله الشمس "رع حور ماخيس" الذي يتمتع برأس الصقر.

وتوصل علماء الفلك إلى أنه بالرغم من مرور آلاف السنوات على بناء المعبد إلا أن المواعيد التي حددها علماء الفلك القدماء لن تتغير، موضحين أن سر تلك الظاهرة يكمن في نتيجة الحركة الحقيقية لدوران الأرض في مدى شبه دائري حول الشمس وتتبعه حركة ظاهرية تسمى بدائرة البروج السماوية وهى دائرة تميل بمقدار 23.5 درجة ويطلق عليها الفلكيون دائرة الاستواء السماوي، ولذلك تكون للشمس حركة يومية للمكان التي تشرق منه على الأفق فهي تشرق ناحية تجاه الشرق يوم 21 مارس و23 سبتمبر من كل عام مع بداية الربيع والخريف.

وفى الربيع والصيف تشرق من ناحية الشرق مع انحرافها لبعض الدرجات ناحية الشمال وتبلغ قيمة الانحراف أقصاها يوم 21 يونيو بمقدار 23.5 شمالا، أما في الخريف والشتاء تشرق من الشرق مع انحرافها درجات ناحية الجنوب وتبلغ قيمة الانحراف أقصاها يوم 21 ديسمبر مقدار 23.5 جنوبا. وبعد تلك الحسابات نجد أنه لو كان الممر طويلا على الأفق ومغلقا من ناحية الغرب تتعامد أشعة الشمس على جداره مرتين كل عام، ولو كان محور الممر في اتجاه الشرق أو منحرفًا عن ناحية الشمال والجنوب بزاوية مقدارها 23.5 درجة كحد أقصى يصبح الأمر طبيعيا لدخول الشمس مرتين كل عام، لأن درجة انحراف الشرق الحقيقية هي 10 درجات ونصف جنوبًا.

واختلفت مواقيت تعامد الشمس على تمثال رمسيس، حيث إنها كانت يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، ولكن بعد نقل معبد أبو سمبل لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي في بداية الستينيات من موقعه القديم ونحته داخل الجبل في موقعه الحالي، أصبحت الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير، لتغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 مترًا غربًا بارتفاع 60 مترًا.

ومن ناحيته، أكد محافظ أسوان مصطفى يسرى أن احتفالية تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل تعد بمثابة البداية الحقيقية لعودة الحركة السياحية من جديد لما تعكسه أهمية هذا الحدث المهم والفريد، موضحًا أنه تم الاستعداد المسبق الجيد لها من خلال التنسيق مع وزيرة الإعلام الدكتورة درية شرف الدين والتي وضعت خريطة خاصة للتغطية الإعلامية للظاهرة من خلال البث المباشر أو التسجيل للحدث.

وأضاف أن البث المباشر والتسجيل كان من خلال قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري وقنوات الفضائية المصرية والنيل الدولية وقنوات خاصة، بالإضافة إلى البث المباشر على قناة طيبة للحفلة الساهرة بمدينة أبو سمبل، والتي انضمت إليها قنوات الثانية والفضائية وبعض قنوات النيل المتخصصة لنقل الحفلة للمشاهدين في مصر وخارجها.

وأوضح يسرى أن تم التنسيق مع المستشار محمد حجازي سفير مصر بألمانيا لنقل ظاهرة التعامد على وجه الملك رمسيس الثاني مباشرة للشعب الألماني من خلال عرضها في نفس توقيت الظاهرة على شاشات عرض بالميادين والمولات التجارية والترفيهية بألمانيا مما ساهم بشكل مباشر في مشاهدة الظاهرة للعديد من المهتمين بها.

وأشار إلى أن التليفزيون الألماني غطى الحدث لضمان نقله للمشاهدين في ألمانيا وأوربا بالكامل لمساندة جهود وزارتي الخارجية والسياحة في عدول بعض الدول لرفع الحظر عن زيارة المقاصد السياحية المصرية.

كما أكد وزير السياحة هشام زعزوع أنه من المتوقع رفع الحظر من جانب غالبية الدول المصدرة للسياحة عن مصر في شهر نوفمبر المقبل، موضحًا أن الخارجية المصرية تبذل جهدًا كبيرًا لتشجيع السياحة خارجيًا، وبثت اليوم حدث تعامد الشمس على قدس الأقداس وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل بأسوان، من خلال شاشات عرض تنقل الحدث على الهواء مباشرة في معظم دول العالم.

وأضاف أن احتفالية تعامد الشمس أرسلت رسالة طمأنينة للعالم أجمع أن مصر بلد الأمن والآمان وذلك من خلال الاحتفالية، لافتًا إلى أن مصر ما زالت تفتح ذراعيها لكل من يأتي إليها لزيارة آثارها ومعالمها الفريدة والمتنوعة.
الجريدة الرسمية