التعازي لكل المصريين في شهدائهم .. شهداء كنيسة الوراق
ما أبشع الغدر الذى هو من صفات الذئاب؟! .. ما أبشع الجريمة وهم ينتظرون فعلها وسط الأفراح والزغاريد ليتركوا أسوأ الأثر ليس على أهل الشهداء فقط وإنما على الشعب المصرى جميعا؟
لم أتصور أن يكون البشر ذئابا إذ فضل الله تعالى الإنسان على الحيوان فى العقل وفضل الإنسان على الملائكة فى العلم حتى يسمو الإنسان بالمحبة وليعرفوا أن أكرمهم عند الله أتقاهم.
ما الذي جناه القاتل؟ أبهذا أمره الله تعالى وهو الذى حرم عليه النفس والروح والدم وكأن العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص؟
سامحنا يا ربنا كم يدخلون اسمك فى جهادهم الذى يجاهدون به فى سبيل الشيطان وما كان الله أن يأمر بقتل وغدر وما كانت الدنيا أن تقوم على ذلك فالعدل هو أساس الملك كله.
القلوب تدمع قبل العيون فالأرواح والدماء أصبحت بلا قدسية وإنما استباحها كل من سولت له نفسه أن يملك سلاحا ينهى به حياة آخر دون اعتبار للخالق فهو وحده من أنشأ صنيعته وهو وحده من يملك استردادها.
لا يمكن أن أصف مدى الألم والضيق اللذين انتابا مصر والمصريين فى هذا الحادث الذى لن أقول إنه حادث فردى أو إنه مختل عقليا وإنما هو حادث طائفى مقيت لن نسمح لفئة ضالة بأن تستحل أرواحنا وأولادنا ومن شدة إنبات الكره فى قلوبهم يستهدفون حفل زواج والناس سعيدة حتى يمعنوا فى إيلامنا.
على الحكومة أن تتخذ من الآن موقفا رادعا لكل من يودى ببلادنا إلى الهلاك وكفانا استهتارا فالكنائس التى حرقت استعوض أهلها الله تعالى فيها وضاق الشعب بالفاعلين حتى عرفنا الفاعلين وإلى أي شيء يهدفون وعندما نرى حادثا طائفيا علينا جميعا الوقوف المسلم قبل المسيحي وقفة رجل واحد ضد كل من تسول له نفسه أن يستحل دما بريئا هو عند الله أعظم من الدنيا وما فيها.
إننى فى هذه اللحظات العصيبة التى يعتصر فيها القلب ألما لا يعلم به إلا الله تعالى أدعوه أن يزرع الحب داخل القلوب المحبة ويبعد عنها الكره والفسوق والغدر والضلال ولا أملك إلا أن أقول ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.