فلسفة الحزن
كما أن للفرح فلسفة جميلة فى الحياة، تعبر عن روعة الإحساس بجمال الأشياء واللحظات والأشخاص، كذلك الحزن هو فلسفة لها جمالها وقيمتها وحضورها فى الحياة، تجعل الإنسان يشعر بقيمة وعظمة اللحظات السعيدة التى عاشها وافتقدها، وتحيى بداخله شوقا للفرحة تغمره، وللبسمة تشرق شمسها على أيامه من جديد..
إن الحزن يعلمك أيها الإنسان كيف تشكر المنعم عليك بالعطاء، وتصبر على المحنة والشدة عند نزول البلاء، وكيف تواجهها بصلابة، وقوة إيمان، فلا تفتر تكافح حتى تدرك النصر والنجاح والتفوق بالحياة، وتتعلم فلسفة الجندى المحارب فى ساحة المعركة، كلما اشتدت خطوبه واقترب العدو من التغلب عليه، كلما زادت طاقة التحدى فى مواجهته، وامتلاك أسباب الانتصار عليه، بما يمتلكه من قوة الإيمان واليقين بالله، والآمال التى تفجرها آلامه، قبل أن ينتصر عليه بقوة سلاحه المادى.
وإن الحزن يعلمك أيها الإنسان كيف تكون مخلصا صادقا فى التعبير عن نفسك، وكيف تنساب دموعك على خديك، والكآبة تظهر على تقاسيم وجهك، والصمت يخرس لسانك عن مشاركة من حولك أحاديثهم وثرثرتهم، وأهازيجهم وأفراحهم، لأنك وحدك تفهم أسرار علاقتك مع روحانية حزنك، وتفاصيلها الغامضة، التى تنقلك من عالمك المادى المعقد لعالمك البسيط الخاص بك، بألوانه التى لا يراها غيرك، وتسبح وتحلق بفى فضائك الرحب بمفردك، ودقات قلبك تصرخ بأوجاعك، تطرق صدرك فلا ينصت إلى بوحها إلا إحساسك، فتولد إنسانا جديدا وقد صقلتك وربتك هذه الفلسفة العظيمة، وعركتك الحياة وأنتجت منك إنسانا مكافحا مناضلا، تهدى لمن حولك من المكروبين والمهمومين باقات السعادة التى جمعتها من عرصات أحزانك، واجتليت شذاها من غِراس المحن التى عشتها، وتحمل معهم حقائبهم المشحونة بآلامهم وأنّاتهم، وأحزانهم.. وترسم على صفحاتهم تقاسيم أشكال جديدة بألوان مشرقة، تناسب العالم الذى يدبّون فيه ويتحركون، ويركضون ويلهثون ويتشاحنون على لقمة العيش واغتنام الكسب، والسعى وراء ملذات الحياة وصَبواتها المشتهاة..
إن الحزن يعلمك أيها الإنسان كيف تتعايش مع ظروفك وواقعك، وتشق طريقك الشاق الوعر بنفسك، وتصاحب صدماتك ومصائبك ولا تضجر منها، ما دمت لا تملك إلا أن تغير تلك الحقيقة بمفردك، وهذا لا يعنى استسلامك وتنازلك لضعفك، إنما يصنع لديك طاقة فوّارة تواجه بها أسباب هزيمتك، وتدفعك دفعا للوقوف والانطلاق كالسهم اتجاه هدفك حاملا أحزانك معك، وبها ترحل وتسافر..
وإن الحزن يحرِّضك أيها الإنسان على الثورة والتمرد، ورفض ما تعافه وتكرهه، وتتخلص من شعورك بالخوف أو الضعف من قولك لا، أو الصُّراخ فى لحظات ثورتك وغضبك، ولا تهاب الأبواب المغلقة أو المشرَّعة أمامك، باحثا عن أسباب سعادتك، وأسباب العيش بعزة وكرامة، والاستمتاع بلذة الإحساس الطبيعى الذى لم تخالطه ألوان مزيفة.
والحزن فلسفة جميلة لمن أدرك أسرارها، فخرج منها بتجارب ومواقف وخبرات، صنعت منه إنسانا جديدا، ومولودا يحمل معه براءته الطاهرة، وفطرته الناعمة، وصفاته الطبيعية، وصفاءه، وعذوبته، وعواطفه الرقيقة الشفافة، خفيفا بلا أحمال تثقل كاهله، عاريا من أثواب مزيفة، إلا أثوابه البيضاء كبياض قلبه الصافي، بعد رحلة طويلة مع أوجاعه ، ممسكا بخيوط فرحه، ناسجا منها نسيج الحياة فى صلابتها وقوتها، حاملا لأيامه القابلة ما يدعوه للنوم بأمان.
إن الحزن يعلمك أيها الإنسان كيف تشكر المنعم عليك بالعطاء، وتصبر على المحنة والشدة عند نزول البلاء، وكيف تواجهها بصلابة، وقوة إيمان، فلا تفتر تكافح حتى تدرك النصر والنجاح والتفوق بالحياة، وتتعلم فلسفة الجندى المحارب فى ساحة المعركة، كلما اشتدت خطوبه واقترب العدو من التغلب عليه، كلما زادت طاقة التحدى فى مواجهته، وامتلاك أسباب الانتصار عليه، بما يمتلكه من قوة الإيمان واليقين بالله، والآمال التى تفجرها آلامه، قبل أن ينتصر عليه بقوة سلاحه المادى.
وإن الحزن يعلمك أيها الإنسان كيف تكون مخلصا صادقا فى التعبير عن نفسك، وكيف تنساب دموعك على خديك، والكآبة تظهر على تقاسيم وجهك، والصمت يخرس لسانك عن مشاركة من حولك أحاديثهم وثرثرتهم، وأهازيجهم وأفراحهم، لأنك وحدك تفهم أسرار علاقتك مع روحانية حزنك، وتفاصيلها الغامضة، التى تنقلك من عالمك المادى المعقد لعالمك البسيط الخاص بك، بألوانه التى لا يراها غيرك، وتسبح وتحلق بفى فضائك الرحب بمفردك، ودقات قلبك تصرخ بأوجاعك، تطرق صدرك فلا ينصت إلى بوحها إلا إحساسك، فتولد إنسانا جديدا وقد صقلتك وربتك هذه الفلسفة العظيمة، وعركتك الحياة وأنتجت منك إنسانا مكافحا مناضلا، تهدى لمن حولك من المكروبين والمهمومين باقات السعادة التى جمعتها من عرصات أحزانك، واجتليت شذاها من غِراس المحن التى عشتها، وتحمل معهم حقائبهم المشحونة بآلامهم وأنّاتهم، وأحزانهم.. وترسم على صفحاتهم تقاسيم أشكال جديدة بألوان مشرقة، تناسب العالم الذى يدبّون فيه ويتحركون، ويركضون ويلهثون ويتشاحنون على لقمة العيش واغتنام الكسب، والسعى وراء ملذات الحياة وصَبواتها المشتهاة..
إن الحزن يعلمك أيها الإنسان كيف تتعايش مع ظروفك وواقعك، وتشق طريقك الشاق الوعر بنفسك، وتصاحب صدماتك ومصائبك ولا تضجر منها، ما دمت لا تملك إلا أن تغير تلك الحقيقة بمفردك، وهذا لا يعنى استسلامك وتنازلك لضعفك، إنما يصنع لديك طاقة فوّارة تواجه بها أسباب هزيمتك، وتدفعك دفعا للوقوف والانطلاق كالسهم اتجاه هدفك حاملا أحزانك معك، وبها ترحل وتسافر..
وإن الحزن يحرِّضك أيها الإنسان على الثورة والتمرد، ورفض ما تعافه وتكرهه، وتتخلص من شعورك بالخوف أو الضعف من قولك لا، أو الصُّراخ فى لحظات ثورتك وغضبك، ولا تهاب الأبواب المغلقة أو المشرَّعة أمامك، باحثا عن أسباب سعادتك، وأسباب العيش بعزة وكرامة، والاستمتاع بلذة الإحساس الطبيعى الذى لم تخالطه ألوان مزيفة.
والحزن فلسفة جميلة لمن أدرك أسرارها، فخرج منها بتجارب ومواقف وخبرات، صنعت منه إنسانا جديدا، ومولودا يحمل معه براءته الطاهرة، وفطرته الناعمة، وصفاته الطبيعية، وصفاءه، وعذوبته، وعواطفه الرقيقة الشفافة، خفيفا بلا أحمال تثقل كاهله، عاريا من أثواب مزيفة، إلا أثوابه البيضاء كبياض قلبه الصافي، بعد رحلة طويلة مع أوجاعه ، ممسكا بخيوط فرحه، ناسجا منها نسيج الحياة فى صلابتها وقوتها، حاملا لأيامه القابلة ما يدعوه للنوم بأمان.