رئيس التحرير
عصام كامل

"الواتس آب" أحدث تقاليع الطلاق والخلافات الزوجية علي الموبايل

الواتس آب
الواتس آب

سمعنا منذ فترة طويلة عن تقليعة الطلاق عبر الرسائل القصيرة، فيرسل الزوج لزوجته كلمة "انتي طالق" من خلال رسالة على الموبايل، واختلف الفقهاء حول أمر هذا الطلاق وشرعيته، وكما ظهرت هذه الظاهرة فجأة اختفت فجأة.

وجاءتنا التكنولوجيا بالجديد، وطفا على السطح برنامج الشات "what's app" على هواتف الأندرويد، وهو أحد برامج التواصل، ويمكنك الحديث أون لاين مع أي شخص في أي مكان في العالم من خلال الشبكة العنقودية.

وبعد أن اعتدنا على التواصل والتعارف والتحاور من خلال برنامج "الواتس آب"، تسللت إليه أيضا الخلافات الزوجية والنزاعات، وأخيرا تم تسجيل أول واقعة طلاق عبر الواتس آب بالسعودية.

وأرسل أحد الأزواج لزوجته كلمة "انتي طالق" على "الواتس آب"، والغريب في الأمر أن المحكمة العامة في المدينة المنورة بغرب السعودية أخذت برسالة الـ "واتس آب"، لإنهاء علاقة زوجية دامت نحو 10 أشهر، على الرغم من إقرار الزوج بأن الرسالة أرسلت خطأ.

حاولنا رصد هذه الظاهرة وأسبابها وتبعيتها في السطور التالية:

تقول في البداية سمر محمود، زوجة من ثلاث سنوات: بالفعل كثيرا ما نتشاجر أنا وزوجي عبر الواتس آب، خاصة أن عمله كطبيب يتطلب الغياب عن المنزل عدة أيام، ولكن مسألة الطلاق هذه صعبة جدا، لكن هناك بعض الرجال كلمة الطلاق سهلة بالنسبة له، وبالتالي ستكون سهلة عبر أي طريق حتى الواتس آب.

وتقول منار عامر، زوجة من سبع سنوات: لم اعتد أنا وزوجي النقاش في خلافاتنا أو مشاكلنا عبر أي وسيلة تكنولوجية، فهو يرفض ذلك تماما، على الرغم من أن معظم صديقاتي وأخواتي أيضا يؤكدون لي أن الوتس آب أصبح وسيلة من وسائل إدارة الخلافات بين أزواجهن.

ويقول جمال نبيل، زوج من ثلاث سنوات: استخدام برامج الشات للحديث في الخلافات الزوجية؛ لأن الموبايل يمكنه أن يقع في يد أي شخص، وهذا يجعل الأسرار الزوجية مشاعا للغير، أما مسألة الطلاق عبر الواتس آب تعكس استهتار الأزواج بهذا القسم العظيم، وهذا الأمر لن يصدر إلا من شخص غير مسئول.

وتقول دكتورة عبلة إبراهيم، أستاذ التربية وخبيرة العلاقات الأسرية على الظاهرة: أصبحنا في عصر التكنولوجيا الحديثة للأسف هي التي تدير حياتنا، والعلاقة الزوجية جزء من حياتنا، لذلك اقتحمتها التكنولوجيا بسهولة، فنجد الزوجة عندما تتشاجر مع زوجها تبدأ في كتابة حالتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وتواسيها صديقاتها، وكذلك تحكي كثير من الزوجات لصديقات الفيس بوك على أدق أسرارها الزوجية، على الرغم من خطورة هذه المسألة.

وتضيف دكتورة عبلة أن هواتف الأندرويد والطفرة التكنولوجية التي حققتها من خلال التواصل الذي تدعمه، وأيضا ساعدت على ذلك، وأصبح كثير من النساء يتواصلن عبر برامج التواصل على هذه البرامج، وهذا الأمر يعكس عدم شعور هؤلاء بخصوصية وقدسية هذه العلاقة.

وتؤكد أن وصول الأمر مع بعض الأزواج للطلاق عبر هذه التقنية يعكس مدى عدم مسئولية هؤلاء الأزواج، كما سمعنا من قبل عن الطلاق عبر الرسائل والإيميلات، أو في المكالمات الهاتفية، فكلها أمور تعكس عدم الشعور بالمسئولية، والسبب في ذلك التربية الخاطئة التي لا تغرس في الأطفال خصوصية هذه العلاقة، وضرورة تقديسها واحترامها.
الجريدة الرسمية