رئيس التحرير
عصام كامل

دماء على الكراسة.. 20% من ضحايا الطرق أطفال.. وفاة 51 تلميذا العام الماضي.. «التعليم» تقدم 10 آلاف جنيه لأهل المتوفي و2000 جنيه للمصاب.. و12 مليون جنيه تحملها التأمين الصحي في 2011 و2012

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الدرس انتهى لموا الكراريس.. بالدم اللى على ورقهم سال".. بهذه الكلمات نعى الراحل صلاح جاهين شهداء مدرسة بحر البقر في السبعينيات الذين راحوا جراء قصف القوات الصهيونية للمدرسة الابتدائية في جريمة اهتز لها ضمير العالم.. 

ومع كل حادث يذهب بأرواح أطفال المدارس تتردد نغمات الأنين في قصيدة جاهين لتصبح أنشودة للحزن على الأطفال، وقد ردد هذه الأنشودة المصريون جميعا في توديع 51 تلميذا راحوا ضحية الإهمال في حادث أتوبيس منفلوط العام الماضى، اليوم يتكرر الألم ونشيد الحزن مع الحادث الذي وقع في مركز جهينة التابع لمحافظة سوهاج، وأصيب فيه أكثر من 12 تلميذا.

وتشير إحصائيات ضحايا الطرق – بحسب ما تؤكده تقارير الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم- إلى أن 20 % من ضحايا حوادث الطرق أطفال في المرحلة العمرية أقل من 15 سنة.. يؤكد هذا حوادث الطرق التي تقتل زهور الأمة في المهد.. ففى فبراير من العام الماضى أُصيب 14 طالبا بجامعة دمنهور بإصابات خطيرة في حادث انقلاب أتوبيس بالطريق الزراعي السريع المتجه إلى الإسكندرية أمام قرية ذنوبة بالبحيرة.

وفى أكتوبر من نفس العام لقي 3 تلاميذ مصرعهم وأصيب 52 آخرين في حادث انقلاب أتوبيس حضانة الأمل بقرية كفر المنازلة التابعة لمركز كفر سعد برحلة إلى مدينة دمياط الجديدة، ووقع الحادث عندما انحرفت عجلة القيادة من السائق، مما أدى إلى وقوع نصف الأتوبيس في الترعة، وسقط ثلاثه أطفال في الترعة.

وفى أوائل شهر نوفمبر الجارى تجمهر عشرات الأهالي من قرية العدوة، مركز هيهيا بالشرقية، مسقط رأس الرئيس محمد مرسي، منددين بحكم الإخوان، واستمرار الإهمال في مرافق الدولة، بعد مصرع اثنين من طلاب القرية تحت عجلات القطار الذي كانا يستقلانه، ولم ينتظر حتى يهبط كامل الركاب.

في سياق متصل استقبل مستشفى العلمين في سبتمبر الماضى جثتين هامدتين إحداهما لشريف زكريا على 55 سنة مدير مكتب وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة مطروح، والثانية لأحد موظفى التربية والتعليم بمطروح، وأصيب في نفس الحادث 8 آخرون إثر انقلاب سيارة أجرة مطروح بالكيلو 85 طريق إسكندرية مطروح الساحلى أمام مدينة العلمين بعد انفجار الإطار الخلفى للسيارة.

وتقدم وزارة التربية والتعليم ممثلة في الصندوق المركزى للتأمين على الطلاب ضد الحوادث تعويضات مالية لتلاميذ المدارس الذين يموتون في حوادث الطرق وغيرها، وتصل التعويضات إلى مبلغ 10 آلاف جنيه يحصل أهل الضحية على 5 آلاف فور وقوع الوفاة والخمسة الأخرى بعد اسخراج إعلان الوراثة، وفى حالة الإصابة تصرف الوزارة مبلغ ألفي جنيه للمصاب بإصابة خطيرة، ويتحمل الصندوق رعاية المصاب حتى يتم شفاؤه.

وقانون التأمين على الطلبة يتيح صرف مبلغ مالى يصل إلى 6 آلاف جنيه للطالب الذي يصاب أثناء اليوم الدراسى، أو أثناء ذهابه وإيابه من المدرسة، أما إن أصيب في غير تلك الأوقات فإن الصندوق يصرف له إعانة علاج لا تتجاوز 3 آلاف جنيه.

وفى حالة الإصابات الخطيرة يعرض الأمر على وزير التربية والتعليم، وهو يقرر صرف ما يطلق عليه في القانون الإعانة الاجتماعية وتقدر بـ 5 آلاف جنيه وتصل إلى 10 آلاف وتصرف حسب الحالة. 

وتشير إحصائيات صندوق التأمين على الطلاب، إلى أنه منذ يناير 2011 وحتى نهاية عام 2012 تم صرف تعويضات مالية لعدد 1820 حالة متنوعة بين إصابات ووفاة لأسباب مختلفة، وتكلفت تلك الحالات 12 مليونا و559 ألف جنيه، موزعة على 179 حالة تأمين، و1327 حالة إعانة، و81 حالة من حالات نسبة العجز أو الإصابة، و126 حالة علاج، و107 حالات طارئة، وهى حوادث تتعامل معها الوزارة بشكل طارئ ويتم صرف تعويضات فورية.
الجريدة الرسمية