رئيس التحرير
عصام كامل

«سوريا محلك سر».. المذابح عرض مستمر.. القناصة تستهدف المدنيين.. عمال الإغاثة يعانون الأمرين.. 15 ألف طبيب غادروا البلاد.. 4 ملايين في حاجة شديدة للغذاء.. واتفاق مجلس الأمن لم يغير الواقع

العنف في سوريا -
العنف في سوريا - صورة أرشيفية

قالت صحيفة الإندبندنت الريطانية: إنه منذ اتفاق تدمير الأسلحة الكيميائية السورية ولم يتغير شيء، فالمذابح السورية ما زالت ترتكب.. مشيرة إلى أن أحد الجراحين البريطانيين المتطوعين للعمل في سوريا ديفيد نوت، دعى إلى إنشاء ممرات إنسانية بين سوريا والدول المجاورة لدعم نظام المستشفى الذي يعاني من نقص للأطباء بعد فقدانه الآلاف من الأطباء ونقص المعدات الطبية اللازمة.

وأضافت الصحيفة: أن نوت عاد إلى بريطانيا بعد رحلته في شمال سوريا التي استمرت 6 أسابيع، كان قد دخل لسوريا عبر تركيا مختبئًا في المقاعد الخلفية لسيارته خوفا من اعتقاله أو اختطافه.

وقال نوت: إن الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية مستهدفين من قبل النظام ولا يوجد بها جراحون وإنما يوجد عدد قليل من الأطباء غير المدربين جيدا فقام بتدريبهم، ولكن الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية لم تصل بسبب المتشددين الإسلاميين الذين هم في حالة حرب مع كل من الحكومة السورية للرئيس بشار السد ومع الجيش الحر أيضًا.

وذكرت الصحيفة أن نوت جراح بريطاني، عمل في مناطق النزاع بما في ذلك البوسنة وأفغانستان والعراق وعمل لمدة 18 يوما في مستشفى ميداني يسيطر عليه الثوار السوريون ويقع على بعد كيلو متر واحد من خط الجبهة، وعمل نوت مع الجراحين السريين حتى القذف مع وجود قليل جدا من المعدات بالمستشفى حيث كان يشاهد يوميا أكثر من 12 ضحية مصابة بطلق ناري، وعادة كان يستهدف المدنيين من قبل رصاص القناصة.

ودعا نوت إلى إنشاء ممر إنساني وأن يحدث ذلك بأقصى سرعة للحصول على الإمدادات عبر الممر ويجب أن يعد من قبل الأمم المتحدة أو الحكومة البريطانية، فهناك حاجة ماسة لقناة إنسانية لكي تسهل وصول المساعدات الإنسانية، وتأتي دعوة نوت وسط تنامي مشاعر الاستياء بين منظمات الإغاثة بعد فشل المجتمع الدولي لمعالجة الأزمة الإنسانية التي تواجه سوريا، وخاصة أن اتفاق مجلس الأمن بتدمير الأسلحة الكيميائية لسوريا لم يحل شيئا، ورحب به العالم لحل الأزمة الدبلوماسية بين الدول الغربية التي تدعم الثوار، وروسيا حليفة الأسد ولكن اتفاق الأمم المتحدة لم يذكر شيئا عن مساعدة الملايين من المدنيين المحاصرين في الصراع.

وقال الدكتور جان هيرفيه، مدير الأبحاث في منظمة أطباء بلا حدود، الذي عاد من سوريا قبل أسبوعين: "إن اتفاق مجلس الأمن لم يغير شيئا من واقع سوريا، السكان بحاجة لمساعدات خارجية، ولم ينتج من الاتفاق أي نتيجة ملموسة والمجتمع الدولي رحب بالاتفاق الدبلوماسي ولكن لم يحدث تغيير واقعي، ويجب أن يكون هناك موقف لقوافل المساعدات في المنطقة، حيث يتعرض السكان الأكثر ضعفا للهجوم، ولكن لكي يأخذ قرارا في هذه اللحظة لإنقاذ المدنيين يبدو أنه حلم".

واستعرضت الصحيفة الحالة الصعبة التي يعاني منها الأطباء وتعرضهم للخطف حيث اختطف 6 متطوعين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وأحد المتطوعين من الهلال الأحمر العربي السوري من قبل رجال مسلحين القرب من بلدة سراقب في محافظة إدلب وأفرج عن ثلاثة من المتطوعين الدوليين للصليب الأحمر والمتطوع من الهلال الأحمر العربي، وعلى الرغم من النداءات لم يفرج عن بقية زملائهم المحتجزين، مما يسلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها عمال الإغاثة في سوريا، ولقد غادر نحو 15 ألف طبيب سوري، ولا يتواجد في بعض المناطق السورية سوى طبيب واحد لنحو 70 ألف مواطن سوري.

وقال نوت: إنه فخور بالفرصة التي سنحت له بتعليم الأطباء السوريين التقنيات الجراحية اللازمة لإنقاذ حياة المصابين بما فيها تجميع الأوعية الدموية وخياطة الثقوب في القلب، وأن الكثير من المصابين أصيبوا بطلقات في الصدر، وسعدت جدا عندما تلقيت رسالة بريد إلكتروني من الأطباء في سوريا يقولوا لي: إنهم فعلوا بالضبط ما تعلموه مني وأنقذوا العديد من المرضى وبقوا على قيد الحياة.

ونوهت الصحيفة عن تقرير الأمم المتحدة لأزمة الغذاء في سوريا إلى أن 4 ملايين سوري في حاجة ماسة للغذاء، وقال الرئيس التنفيذي جاستين فورسيث: "مع اقتراب فصل الشتاء فنحن بحاجة لمساعدات إنسانية تصل لجميع الطوائف في سوريا خلال أسابيع وليس إلى شهور".

وقال النائب بروكس نيومارك: "إن عمل ممرات إنسانية يتطلب موافقة النظام السوري أو الانتداب الدولي، فالمبادرة يجب أن تأتي من النظام نفسه لكي تسمح بمرور الإغاثة العاملة في سوريا وتتحمل مسئولية حمايتها، فلا يمكن وضع جنودنا للخطر بهذه الطريقة كما أن الروس يقع عليهم التزام أخلاقي للضغط على النظام للسماح لوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الأبرياء".

بينما قال كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني: "إن وجود ممرات بحاجة لحماية ولا يوجد أحد على استعداد لتزويد القوات أو يفكر فيها، فجميع أطراف القتال تبحث عن الحرية وترغب في الحصول على المساعدات الإنسانية بأي ثمن".

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى موافقة اللورد أشدوان على وجود ممر إنساني وأشاد بالفكرة، ولكنه تساءل من سيقوم بحمايته؟
الجريدة الرسمية