رئيس التحرير
عصام كامل

السبكى لإنتاج اللحمة وتوزيعها


يعرف المنتج السينمائى محمد السبكى طريقه جيدا منذ أن بدأ هو وشقيقه فى إنتاج الأفلام وتوزيعها أو من قبل ذلك فى توزيع أفلام الفيديو فى منتصف ثمانينات القرن المنصرم، يدرك السبكى قيمة "اللحمة" فى حياته وعمله الأصلى كجزار وتاجر "مواشي" وفى إنتاجه الفنى أيضا "كمنتج لحوم"، واللحمة هنا لا أقصدها عجالى أو بتلو، وإنما لحم رخيص مكانه الوحيد المعروف هو شارع الهرم.


من حق السبكى أن ينتج ما يشاء من أفلام فى إطار مبدأ عام مطاط اسمه حرية التعبير، ومن حق الجمهور ألا يدخل أفلامه السينمائية، من شاء فليخرج ومن شاء فليدخل، هو لم يضرب أحدا على يده أو يعاقبه كى يدفع تذكرة سينما، وهذا حقه فى الدفاع عن نفسه، ولكن ما ليس من حق السبكى أن ينقل عالم "الكباريهات" إلى الواقع مختصره فى قيمة تذكرة السينما، وهذا ما يفعله السبكى، إذ أن جمهور أفلامه لا يتعدى الـ١٧ عاما، وهم أغلبهم فى قمة المراهقة بكل المكونات النفسية والبيولوجية لهذه الفترة وتأثيرها.

وهناك مساءلة أخلاقية يجب أن يخضع لها السبكى ونجوم أفلامه من الممثلين الذين يعتقدون أنهم يقدمون رسالة، وهى بالطبع رسالة ولكنها رسالة تصلح فقط فى دورة المياه.

ويعلم السبكى ما يدور فى عقول جمهوره، وأغلبهم للأسف تحركهم الغرائز، وهنا تظهر القيمه الفنية "للحمة" فى طبخة السبكى، راقصة بصدر مكشوف تظهر فى الفيلم، ترقص بخلاعة، قد لا يتعدى مساحة دورها دقيقتين، وعلى موقع اليوتيوب تحقق هذه الراقصة معدل مشاهدة يتعدى المليون فى أربعة أيام فقط، قد لا تستطيع الراقصة أن تصل لهذا العدد من الجمهور فى كباريه بشارع الهرم.

وإذا كان السبكى يعتقد أنه يمثل المدرسة الواقعية فى السينما المصرية، والتى مثلها رائد الواقعية صلاح أبو سيف فإنها واقعية لا تتجاوز الشوارع القريبة من جزارته، والواقعية لا تعنى أن مصر كلها أصبحت راقصات فى الأفراح، فهى واقعية من إنتاجه وتوزيعه، مثلما كانت "اللحمة" من إنتاجه وتوزيعه.
الجريدة الرسمية