الفرق بين عبد الناصر والسادات عند أنيس منصور
عبد الناصر كان عنده إحساس أن مصر ضيقة لذلك أراد أن يضم إليها سوريا والعراق وليبيا واليمن وفشل، لكن السادات كان عنده إحساس أن مصر عالم، لذلك عندما تولى الحكم غير اسمها.
عبد الناصر كان دائما يجلس وراء مكتبه يتابع الإذاعات والتليفزيونات والتليفونات وكان عصبيا أما السادات فكان لا يجلس في البيت، وكان يجلس تحت الشجرة بعيدا عن التليفونات وصخب الإذاعات، هادئا، وكان السادات ينام بلا منوم أما عبد الناصر فكان ينام ويصحو بمنوم.
السادات كان سياسيا أكثر منه عسكريا وعبد الناصر كان عسكريا أكثر منه سياسيا.
عبد الناصر كان عنده إحساس أنه وصل للقمة وكان له أتباع وأصدقاء وشلة، والسادات عرف أناسا كثيرة لكن لم يكن له أحد لصيق الصلة به، وجاء تعيينه نائبا لناصر لأنه أعطى انطباعا لعبد الناصر أنه شخص هايف تافه ليس له رأى حتى لا يخاف منه عبد الناصر، وذهب السادات لأبعد من ذلك فأعطى عبد الناصر فكرة أنه مريض بالقلب وأنه سيموت في أي لحظة ولا يريد أن يعرف أحد ذلك بل كان يوصيه على أولاده.
حسبها عبد الناصر بعملية حسابية بسيطة فوجد نفسه أمام شخص مريض ليس له كلمة ولا رأى فاختاره نائبا أولا له، فرأى السادات كل عيوب عبد الناصر عن قرب وتعلم من أخطائه، فعمل السادات عكس كل ما عمله عبد الناصر.
عبد الناصر أغلق القناة والسادات فتحها، عبد الناصر لم يقاوم وخسر حربا والسادات قاوم وكسب حربا، عبد الناصر لم يفكر في السلام والسادات صنع السلام.