رئيس التحرير
عصام كامل

ديون أمريكا تهدد عرش هوليوود

فيتو

ساد القلق أوساط هوليوود مركز صناعة السينما بالولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد الأزمة الأخيرة التي منيت بها الإدارة الأمريكية بسبب العجز في إقرار الموازنة العامة قبل التوصل إلى اتفاق في الكونجرس، نتيجة لارتفاع حجم المديونيات الخارجية، والتي بلغت 16.5 تريليون دولار.

وتوقع كثيرون أن قرار الحكومة الأمريكية ستكون له تبعيات مهمة على مستقبل صناعة السينما الأمريكية خلال الفترة القادمة، سواء من خلال تخفيض حجم الإنتاج الأمريكي للأعمال الفنية المقدمة، أو لجوء بعض الشركات إلى الاندماج مع بعضها البعض، أو حتى التوسع في حجم الأعمال الفنية ذات الإنتاج المشترك بين أكثر من شركة، لتقليل مقدار الخسارة التي سيتسبب فيها الركود الاقتصادي الذي تنتظره الولايات المتحدة الفترة المقبلة.

وبالنظر إلى الدراسات التي قدمها المهتمون بصناعة السينما في الولايات المتحدة من جامعة أوكسفورد ببريطانيا، يتبين لنا أنه عقب الانهيار الاقتصادى الكبير الذي حدث عام 1930، انخفضت عائدات صناعة السينما الأمريكية من 720 مليون دولار في 1929 إلى 480 مليون دولار في 1933.

الأمر الذي أدى إلى اندماج بعض الكيانات الاقتصادية الكبيرة، وإعلان أخرى إفلاسها، أو اللجوء إلى التوسع في الأنشطة التجارية الاستهلاكية لتحقيق نفقات ضئيلة تقلل من حجم الخسارة التي سببتها قلة الإنتاج الفنى المقدم وضعف العائد من الأعمال الفنية التي تم إنتاجها، ويرجع الركود الفنى في هوليوود فترات الكساد إلى الميزانيات المنخفضة التي تضعها شركات الإنتاج، فضلا عن فقر عملية التوزيع للأعمال الفنية التي يتم إنتاجها.

وفى دراسة لمؤسسة لوس أنجلوس للتنمية والتعاون الاقتصادي LAEDC ذكرت أنه أثناء فترة الركود الاقتصادى عام 2008 كان هناك انخفاض في نسبة الإشغال الوظيفي لمدينة لوس أنجلوس، مركز صناعة السينما والترفيه في الولايات المتحدة الأمريكية، بنسبة 7.7% خلال الفترة من 2005 إلى 2010، وقد تم اعتبار عملية تقليل العمالة وقتها نوعا من الاتجاه نحو تحديث صناعة السينما من خلال تغليب العنصر الآلى على العنصر البشري الذي يؤدي إلى زيادة كبيرة في الميزانية المخصصة لصناعة الأفلام.

الأزمات الاقتصادية التي عاناها الاقتصاد الأمريكي خلقت رغبة لدى شركات الإنتاج للاندماج لتقليل نسبة الخسارة وتحقيق استمراريتها في السوق، ومن هذه الشركات شركة 20 Century Fox films وهي واحدة من استوديوهات الأفلام الأمريكية الرئيسية الستة، والتي تأسست عام 1915 وحدث الاندماج بين شركتي 20 Century وFox films بعد الانهيار الاقتصادي الأول في الثلاثينات، وشركة Columbia للإنتاج والتوزيع والتي تأسست عام 1924 بكاليفورنيا، استحوذت عليها شركة Sony في عام 1989، وهناك بعض الشركات التي توسعت في المجال لتشمل تأجير الاستديوهات الخاصة بها سواء للتصوير أو التسجيل الموسيقي، أو القيام ببيع أحد الفروع التابعة للشركة مثلما قامت شركة Dream works ببيع قسم الإنتاج الموسيقي في الشركة والذي أعلن إفلاسه وباع حصته إلى شركة Universal العالمية.

يذكر أن عائدات تأجير الاستديوهات الخاصة بشركات الإنتاج الكبرى لصالح شركات الإنتاج من خارج الولايات المتحدة بلغ نحو 10% من أرباحها فترة الستينات، وتقلصت إلى 7% في الثمانينات، وفى الألفية الجديدة بلغ استثمار تلك الشركات في استديوهات الصناعة الأمريكية 1% فقط.

وخلال فترة الثمانينات لجأت بعض الشركات إلى تقليل حجم العمالة حيث قامت شركة Fox بتسريح نحو 20% من موظيفها، وشركة ABC سرحت 10% من حجم العمالة لديها، فيما قامت CBS بتسريح نحو 30% من حجم العمالة الفنية لديها.

وفي إحصائية قامت بها جمعية السينما الأمريكية ذكرت أن عدد الأفلام التي تم إنتاجها عام 2001 بلغ 184 فيلما، في حين بلغ عدد الأفلام التي تم إنتاجها عام 2010 بعد الأزمة الاقتصادية التي وقعت عام 2008، 141 بانخفاض بلغت نسبته 23%، وتشير الأرقام الواردة من مكتب العمل في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنه خلال الفترة ما بين 2002 و2009 قلت نسبة الممثلين أصحاب الأدوار الثانوية في هوليوود نحو 24%، صاحب ذلك انخفاض عدد الفنيين العاملين على الكاميرات ومعدات الصوت بنحو 18% من جملة العاملين في صناعة السينما الأمريكية.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الأفلام الأمريكية عام 2008 بلغ 205، فيما بلغ عام 2009، 220 فيلما، وتقلص العدد إلى 141 فيلما عام 2010، وارتفع مرة أخرى إلى 214 عام 2011، ووصل عام 2012 إلى 189 فيلما.

الجريدة الرسمية