"مصر سلاح روسيا لضرب النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط".. قطع المعونة شجع موسكو على استعادة مكانتها في القاهرة.. زيارة مرتقبة لبوتين لملء الفراغ الأمريكي في "أم الدنيا"
ذكر الكاتب الإسرائيلى "إيلى بردنشتاين" أنه بعد تدهور العلاقات بين مصر والولايات المتحدة على خلفية وقف الأخيرة المساعدات العسكرية لمصر، فإن روسيا تحاول على الأقل أن تملأ جزئيا الفراغ الذي تركته واشنطن.
وأشار الكاتب في تقرير له بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن الاتحاد السوفيتى منذ الحرب الباردة كان يمد مصر بمساعدات اقتصادية وسياسية وعسكرية، غير أن الروس حاليًا يسعون لتعزيز مكانتهم في المنطقة، ومستعدون لاستخدام كل جهودهم ومواردهم من أجل ذلك.
وأضاف الكاتب أن روسيا في طريقها لإعادة تأسيس مكانتها في الشرق الأوسط، والمحور الرئيسي للمناورات السياسية الروسية هو مصر، لافتًا إلى أنه في المقابل فإن تصريحات وزير الخارجية المصرى "نبيل فهمى" تشير إلى الميل نحو الجانب الروسى بعد أن فقدت مصر الثقة في واشنطن.
ولفت الكاتب إلى أن واشنطن أعلنت تجميد المساعدات العسكرية لمصر بسبب عدم رضاها عن خطوات الحكومة الجديدة في مصر ضد جماعة الإخوان، والتي وفقًا لإدارة "أوباما" تتعارض مع مبادئ الديمقراطية.
وأكد أن النجاح الروسي في سوريا أدى إلى تعاظم دور موسكو في المنطقة على حساب واشنطن، مما شجع الروس على بذل جهود أكبر لإعادة تأهيل وضعها التاريخي في الشرق الأوسط.
وقال الكاتب إن مصر هي الدولة العربية العظمى والأكثر أهمية، وبالتالى هي الوجهة الطبيعية بالنسبة لروسيا، وفى المقابل فإن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر تواجه الانهيار الذي من شأنه أن يضر بالشرق الأوسط كله، منوهًا إلى أن روسيا تسعى لاستئناف التحالف التاريخى مع مصر، والقاهرة هي الوجهة القادمة لروسيا بعد أن لعبت دورًا حاسمًا في الأزمة السورية.
وتابع الكاتب قائلًا إنه في أوائل شهر نوفمبر، من المتوقع أن يصل إلى القاهرة، وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" وربما تعقبه زيارة الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" لمصر، مشيرًا إلى أن لافروف تحدث هذا الأسبوع خلال عدة لقاءت عقدت في إسرائيل عن خطوة واشنطن بوقف المساعدات عن مصر معربًا عن قلقه إزاء ذلك.
وقال الكاتب الإسرائيلى إنه في أيام الخمسينيات توجه رئيس مصر آنذاك "جمال عبد الناصر بطلب دعم من أمريكا لبناء سد أسوان، وعندما رفضت واشنطن مطلبه التفت إلى الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، الذي شعر بسعادة غامرة لكسب نفوذ له في إفريقيا والشرق الأوسط خلال الحرب الباردة، وأرسل إلى أسوان المعدات الثقيلة والموظفين التقنيين، فضلًا عن الدعم المادى إلى جانب العتاد العسكري، ومن هنا نشأت العلاقة الرومانسية بين المصريين والسوفييت في فترة حكم عبد الناصر.