رئيس التحرير
عصام كامل

ولماذا لا نتمسك بالأمل المستحيل ..؟!!


الحديث عن قدرة المنتخب المصري في تعويض خسارته المذلة أمام غانا في لقاء العودة بتحقيق الفوز بخمسة أهداف نظيفة قد يكون ضربا من الخيال وصعبا لدرجة المستحيل.. هذا هو الواقع النظري لأي بني آدم يفهم القليل في كرة القدم.. لكن مثلما كانت هزيمة المنتخب بستة أهداف في لقاء الذهاب ضرب من الخيال لأكثر المتفائلين والمتشائمين في غانا ومصر فمن الممكن أن تتحول خسارة المنتخب الغاني بفارق خمسة أهداف في لقاء العودة بالقاهرة يوم 19 نوفمبر إلى واقع عملي بدلا من كونها ضربا من الخيال ولكن هذا يتطلب العديد من الشروط أولها وأهمها هو أن يكون الله سبحانه وتعالى قد كتب للمنتخب المصري عبور هذا المستحيل بتواجده في مونديال البرازيل.


هذه الإرادة الإلهية لا تتطلب الانتظار لتحقيقها دون العمل والأخذ بالأسباب والعمل الجاد والإصرار والعزيمة والروح القتالية وتحدي كل المستحيلات وقبل كل ذلك هو أن يكون المنتخب الغاني بكل محترفيه في غير يومه أو بمعنى أدق خارج نطاق الخدمة مثلما كان المنتخب المصري هكذا في لقاء الثلاثاء الماضي.

هذه المحاولة غير المنطقية لإقناع نفسي أو على الأقل العيش في الأوهام حتى يوم 19 نوفمبر المقبل تتطلب من لاعبي المنتخب المصري دون غيرهم الإيمان أولا بضرورة رد الاعتبار أمام غانا في لقاء العودة.. ورد الاعتبار يقتضي تحقيق الفوز أولا لتأكيد أن لقاء الذهاب كان للنسيان.. فإذا تملك اللاعبين شعور بضرورة تحقيق الفوز لرد الاعتبار دون النظر إلى ضرورة الفوز بفارق خمسة أهداف قد يكون مقدمة لتحقيق هذا المستحيل الذي إذا لم يتحقق فسيكون عليهم فقط إثبات رجولتهم ووطنيتهم برد الاعتبار وتحقيق الفوز على غانا بأي نتيجة حتى يثبتوا أن ما حدث في غانا مجرد كابوس من الصعب أن يتكرر مع منتخب كان حتى وقت قريب هو بطل أفريقيا لثلاث بطولات متتالية.

هذا الكلام قد يكون غير مقنع للكثيرين خاصة الذين تيقنوا بأن حلم المونديال ضاع من مباراة الذهاب وأنا منهم وأولهم لكن بعد فترة من الهدوء والتفكير حاولت إقناع نفسي بضرورة التمسك بالأمل حتى النفس الأخير.. وأعتقد أن هذا الأمل يتطلب استمرار المدرب برادلي حتى المباراة المقبلة.. ليس فقط بسبب الشرط الجزائي الكبير الذي صدعنا به مسئولو اتحاد الكرة لكن بسبب رغبة المدرب المؤكدة لرد كرامته التي أهدرت في غانا.. فمثلما ستكون هناك رغبة من اللاعبين لرد كرامتهم سيكون المدرب كذلك بكل تأكيد لمحاولة الحفاظ على النقاط البيضاء في سيرته الذاتية والتقليل من الآثار السلبية للنقطة السوداء التي أضيفت له من خلال مباراة الذهاب أمام غانا.

أنا هنا أوافق تماما على مبادرة العامري فاروق وزير الرياضة السابق بضرورة التمسك بالأمل وعدم إحداث أي تغييرات في الجهاز الفني حتى مباراة العودة.. فالتمسك بالأمل حتى الرمق الأخير مطلوب حتى لو كان في ظاهره وهميا وغير منطقي لكن عندما نتحدث عن كرة القدم فلا يجب الحديث عن أي توقعات من أي اتجاه.. فهل كان يتوقع أحد خسارتنا بنصف دستة أهداف؟.. ولماذا لا نتوقع تكرار ما حدث لنا في كوماسي بتكراره مع غانا في القاهرة؟!! هي فعلا أحلام لكن ربما تتحقق..!!
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية