رئيس التحرير
عصام كامل

بالأدلة: المسيحيون واليهود ..مسلمون أيضا!


سألني صديقي: تكتب عن الدكتور محمد شحرور كثيرا وتعتبره أهم مفكر إسلامي..لماذا ؟ قلت: لأنه فعلا أهم مفكر إسلامي..ليس الآن وربما في كل عصور الإسلام..قال: لماذا؟ قلت: لأنه نقلة مختلفة تماما في فهم الإسلام..القرآن والسنة.. لذلك أسميناه شامبليون القرآن الكريم؟ قال: إلى هذه الدرجة؟ قلت : نعم..قال : لماذا لا تقل لنا بعضا مما يقول؟ قلت : 

الدكتور محمد شحرور أستاذ بكلية الهندسة جامعة دمشق..ولذلك قبل أن يكتب كتابه الأول الذي أسس فيه لمشروعه الفكري الكبير درس اللغة ولسانيات العالم أربع سنوات كاملة.. ومنها انحاز لنظرية في اللغة العربية لها أنصارها الكبار مثل "عبدالقاهر الجرجاني"، وآخرين تقول إنه لا يوجد ترادف في اللغة..أي أن لا يوجد معنى واحد أبدا للفظين مختلفين.. فالأسد قد يكون هو الشبل أو الليث نظريا..لكنهم واقعيا مختلفون..وأسماؤهم هذه ترتبط بظروف السن أو المكان الذي هم فيه عند وصفهم..ولفظ حضر غير لفظ جاء.. وهكذا حتى توصل إلى أن القرآن غير الكتاب غير الذكر..ففي اللغة وقواعدها مثلا كل ما يجيء بعد لفظ "ذي" صفة لما قبلها..وعندما يقول التنزيل الحكيم "والقرآن ذي الذكر" فنفهم أن "الذكر" إحدى صفات القرآن وليس القرآن..

وبناء على هذه النظرية اللغوية تحدث في موضوعات مهمة..مثلا التفرقة بين الإسلام والإيمان..والعامة يقولون في الفرق بينهما كلاما عجيبا..لكنه يقول مثلا، إن الدين السماوي من نوح إلى محمد عليه الصلاة والسلام دين واحد هو الإسلام.. ولذلك يقول القرآن عن إبراهيم إنه حنيف مسلم.. بل وسليمان عليه السلام يقول القرآن، إنه كان مسلما..بل وأكثر من ذلك..حاول فرعون عند الغرق أن يدخل دين موسي فقال وهو يغرق إنه مسلم.. فيقول القرآن "قل آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"، صدق الله العظيم.

ولذلك فإن الدين السماوي كله هو الإسلام ولن يقبل من أهل الأرض دينا آخر يوم الحساب مثل المجوسية أو غيرها من الديانات الأرضية..ويقول شحرور، إن المسلمين الأوائل كانوا يعرفون ذلك جيدا..ففضلا عن قوله تعالى: "لن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم" وقال ملتهم وليس دينهم لأن الدين واحد والقرآن دقيق جدا ولا يأتيه الباطل أبدا..ولذلك تجدهم أيضا أطلقوا على عائشة "أم المؤمنين" وعلى عمر "أمير المؤمنين" بينما وفي نفس المدينة وبنفس الأشخاص نجدهم يطلقون علي بيت المال "بيت مال المسلمين" ! فلماذا ؟ وما السبب ؟ الإجابة: لأنهم أدركوا أن علم عائشة وإمامة عمر لأتباع سيدنا محمد وحدهم... بينما بيت المال يستفيد منه الجميع..بما فيهم غير أتباع سيدنا محمد ويقيمون في الدولة الإسلامية وكان اليهود مثلا يستفيدون من بيت المال!

وهذا غيض من فيض..جاء في كتاب كبير عنوانه "الإسلام والإيمان" يناقش الموضوع بكل تفاصيله..ولذلك..فالمسيحيون واليهود مسلمون أيضا!

بالمناسبة: يلاحظ الرجل أن خطاب القرآن لنا لم يقل مرة واحدة يا أيها المسلمون..وإنما دائما "يا أيها المؤمنون" أو "قل للمؤمنين" أو " يا أيها الذين آمنوا" أو " الذين آمنوا وعملوا الصالحات" لأنها كلها تكليفات لأتباع الديانة المحمدية وحدها..ووحدها فقط ومن هنا جاء قوله "إن الدين عند الله الإسلام" ولا معنى لذلك إلا ذلك!
الجريدة الرسمية