رئيس التحرير
عصام كامل

مرسى‭ ..‬شاهد‭ ‬يوتيوبك‭!‬


منذ نعومة أظافرى، ومنذ أن نمى إلى علمى أن هناك ملاكا عن يمينى يسجل كل ما أفعله من خير، وآخر عن شمالى يعكف على سجلى الأسود، وأنا مشغول بهذين الاثنين، وقد كنت فى طفولتى أحاول جاهدا أن أرقبهما فإن تصدقت نظرت مليا عن يمينى، لعلى ألمح حتى ولو قلما يتحرك، أو أسمع ولو هزة ورقة دون جدوى، وكلما فعلت شرا من أيام شقاوتى نظرت عن يسارى فأتجسده وهو يسجل ما فعلت.


كثيرا ما كان شيطانى يحدثنى: ألا ينسى أى من الملكين المكلفين بمراقبتى شيئا ما أفعل؟ ثم أستغفر رب العزة ..وأتنصل من هواجسى، متيقنا أن كليهما يقوم بمهمته على أكمل وجه، وأعترف أننى كنت وما زلت أحب يمينى عن يسارى، وأعترف أيضا أننى لم أستطع أن أضع تصورات حول فكرة تسلمى كتابى بيمينى، أو بيسارى، إذ شغلتنى أكثر ..المدة الزمنية التى أستطيع أن أنتهى فيها من قراءة كتابى.


مضت الأيام، وتطور العلم، وظهر إلى الوجود ما يسمى باليوتيوب، ذلك لتعيش متلازمة معنا، فإن تركناها فراقا بالموت، ظلت صورنا دليلا على أفعالنا، وهذا الدليل هو ما استغله أعداءالريس مرسى، وهو ذاته الدليل الذى فضح الرجل شر فضيحة.


يقول المولى عز وجل فى محكم كتابه" :اِقْرَأْ كِتَابك كَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حَسِيبا" فى حين يعكف أشرار الدنيا على تسجيل كل شىء يحيط بالريس محمد مرسى، وكلما قال شيئا أخرجوا له من على اليوتيوب قولا مخالفا.. فيبدو الأمر عجيبا، وكأن لسان حالهم يقول:
"شاهد يوتيوبك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا" بل إنهم ينشرون فضائح الريس مرسى،  دون أن يتركوا له فكرة شهادته على نفسه، ويتمادون بعرض ما يفعله على العامة، مصرين على فضح سيادته، بحيث تكون الشهادة عامة.


هذا الفعل المشين من قبل أعداء الريس مرسى، يدفعنا إلى القول بيقين إن هذا المدعو اليوتيوب،  إنما هو العدو الحقيقى للدكتور مرسى، ولجماعته، ويكفيك زيارة واحدة تكتب فيها على موقعه الشرير " فضائح جماعة الإخوان، أو فضائح الريس مرسى" وساعتها ستكتشف بسهولة ويسر، أن أعداء مرسى ليسوا صحفيين، أو كتابا، أو سياسيين، إنما عدوه وعدو جماعته هو ذاكرة اليوتيوب.


سيرى مرسى نفسه، وهو يتحدث عن قضاة أبلغوه بنتيجة الانتخابات، وسيرى نفسه وهو يقول إنه عمل لفترة طويلة فى وكالة ناسا، وفجأة سيكتشف أنه كذب نفسه فى مشهد آخر، وسيرى نفسه فى الصورة الشهيرة له فى تركيا، فى واقعة المنديل، ثم واقعة" تعديل وضع البنطلون مع رئيسة الأرجنتين" ومحاولة التفسير المشوهة التى تبنتها قوى الفيس بوك الشريرة.


باختصار ..يكتشف الريس مرسى أن هناك من يسجل عليه تحركاته، ويتربص له بعيدا عن الملكين المكلفين برقابته، وتسجيل كل أعماله، وسيدرك أن هناك رقيبا دنيويا مزعجا شاهدا على أفعال سيادته، بل وفاضحا له بشكل قد يدعو الجماعة ورئيسها إلى تنظيم هجوم إلكترونى إخوانى عليه، باعتباره منافسا دنيويا دنيئا لفكرة الملكين المكلفين برقابته.


وإذا كان سيدنا الإمام على بن أبى طالب -كرم الله وجهه- قد قال:" قيمة كل امرئ ما يحسن، والمرء مخبوء تحت لسانه، والناس أعداء ما جهلوا" فإن الدكتور مرسى لا يحسن إلا اتهام الآخرين بأنهم يتصيدون له الأخطاء، كما أن اليوتيوب قد كشف لنا ما كان مخبوءا من الرئيس تحت لسانه، إضافة إلى أن سيادته عدو اليوتيوب لأنه يجهله.

 

الجريدة الرسمية