رئيس التحرير
عصام كامل

سهام طائشة

فيتو



>> مستشرقون يطلقون الأكاذيب لتشويه صورة النبى

>> د. صلاح العادلي: الطعن في النبي تمهيد لاستعمار العرب

د. محمد الشحات: أغراضهم دنيئة والله ينصفه من فوق سبع سماوات


ولد الهدى فالكائنات ضياء, وفم الزمان تبسم وثناء.. إنه خير البرية محمد بن عبدالله, صلى الله عليه وسلم, الرحمة المهداة للعالمين, الذي لم يسلم من بذاءات واتهامات المستشرقين المتعصبين, الذين وصفوا أشرف الخلق بأنه كان إرهابياً وسفاكاً للدماء ,وطعنوه فى شرفه فى حادثة الافك, وتعدد زوجاته, بل زادوا فى حقدهم باختلاق قصة «الغرانيق», وادعوا أنه سجد مع المشركين للأصنام, هذه الاتهامات الكاذبة يفندها علماء الدين فى هذه السطور:

الدكتور صلاح العادلى- أستاذ العقيدة والفلسفىة بجامعة الأزهر- يؤكد أن هناك قاعدة متفق عليها هى أن الأديان على وجه الأرض إما سماوية, وإما ديانات ونحل وضعية كما فى بلاد الهند وغيرها, والديانات السماوية هى اليهودية والمسيحية والإسلام, لافتاً إلى أن المستشرق الفرنسى «موريس بوفاى» ألف فى منتصف الستينيات من القرن الماضي كتاباً باللغة الفرنسية, ترجم الى العربية فى منتصف السبعينيات, عن التوراة والإنجيل والقرآن, دراسة للكتب السماوية فى ضوء العلم الحديث, أوضح فيه أن الاسلام ورسوله الكريم والقرآن الذى نزل عليه هوالوحى الصحيح الذى لم يتطرق إليه أى تحريف أو تزييف, واصفاً هذه الحقيقة التى تنطلق وتؤسس لهذا الدين العظيم من غير اتباعه وهو غربى.

ويضيف عادلى: شهد غير المسلمين, وهم كثر, مثل «لامارتين» الفرنسى, و«جوته» الألمانى, و«بودلى» البريطاني, وغيرهم بعظمة هذا الدين, كما أن الكتاب الذى ألفه مايكل هارت «الخالدون مائة.. أعظمهم محمد صلى الله عليه وسلم» وترجمه الكاتب الصحفى أنيس منصور إلى العربية يؤكد أن هذه الشهادات كثيرة وغنية عن الحصر, تكشف صدق رسالة النبى والوحى إليه, والثانى أن أخلاقه وفكره واثاره للبشرية لو لم يكن نبياً لكان بهذه الافكار والآثار مخلداً وتجعله نبياً, لكن هناك فئة من المتعصبين الذين يقلبون الحقائق , الذين يواصلون العداء بمداد أقلامهم وسموم افكارهم ضد رسول الانسانية ودين الإسلام.

وتابع: يكفى ما كتبته أنا مرى شميل المستشرقة الألمانية فى كتابها «الإسلام دين الإنسانية» والالمانية «زجريد ونكا» فى كتاب «شمس العرب تسطع على العالم», ومريم جميلة التى اسلمت ولها سلسلة من الكتب تدافع بها عن الاسلام, وغيرهم من المستشرقات والمستشرقين.

ويشير العادلى الى فئة قليلة طعنت رسول الانسانية والاسلام,هم بعض المستشرقين, كانوا يمهدون لاستعمار بلاد الاسلام, بزعم ان هذه البلاد اسلامها مزيف وليس بها حضارة ونبى غير موثوق فيه (قطع الله ألسنتهم), وتطاولوا على رسول الاسلام بادعاءات كاذبة للطعن فى القرآن, ويقولون انه كلام بشرى من تأليف محمد, وتارة يناقضون انفسهم ويقولون ان النبى كانت تنتابه نوبات عصبية- حاشا مقامه الشريف- وتارة يقولون انه غير كامل الخلق والخلقة, كما انهم ناصبوا العداء للقرآَن فأصبح فهمهم له مغلوطاً, مثل حديثهم عن تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم, وحادثة الافك, والغرانيق, وغير ذلك من الاكاذيب.

الدكتور محمد الشحات الجندى- عضو مجمع البحوث الإسلامية- يقول: حملة الغرب الشعواء من المستشرقين وغيرهم فى الدوائر الغربية تهدف للتشكيك فى رسول الاسلام, وسط حملات عدائية تتم بصفة دورية, تهدأ حينا لتنطلق فى وقت آخر, بهدف النيل من صاحب الرسالة الذى كان له دور كبير ومحورى فى نشر دين السماحة وتعاليمه الحنيفة في أرجاء العالم, مما دفع المستشرقين للنيل من هذا الدين ورمزه, الرسول عليه الصلاة والسلام, فوصفوه بدين الارهاب, ورسموا رسوماً كاريكاتيرية للرسول تجعله ارهابياً يحمل قنبلة فى عمامته, ليكشفوا لأغراضهم الدنيئة، ان هذا هو الاسلام ورسوله, وفات هؤلاء أن الرسول لم يكن سفاكاً للدماء ولا عاشقاً للعنف, بل كان سمحاً كريماً عندما فتح مكة, وقال للمشركين: «اذهبوا فأنتم الطلقاء», بعكس الجرائم التى ارتكبها الغرب باسم الاستعمار لنهب ثروات الشعوب وتفجير الحربين العالميتين الاولى والثانية, وحصدت الملايين من أرواح البشر فى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

ويضيف الشحات إن الاسلام لم ينتشر بالسيف كما يزعم المستشرقون, ولكن اعتمد على الإقناع والمجادلة بالتى هى أحسن وترك للناس حرية اختيار العقيدة, قال تعالى: «لكم دينكم ولى دين» وقوله سبحانه «لا اكراه فى الدين», و»من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».

ويوضح ان الغرب يستخدم آلة الاعلام الجهنمية فى تشويه الرسول, فى سيرته وحياته وزوجاته والتشكيك فى القرآن, كما كان يفعل المشركون أثناء دعوته, وقال المستشرقون: إن المسلمين يعيشون خارج العصر, وهم أسرى لأفكار لا تصلح لهذا الزمان, والاسلام دين عدوانى, ويطالب الشحات بأن يكون الرد ليس بالحديث عن القرآن والسنة النبوية, ولكن بالإقناع, لتتناسب مع مثل هذا الخطاب, فماذا تقول للقس الامريكى الذى حرق القرآن؟ يجب أن يكون هناك حوار فكرى يقنع اصحاب القلوب الغليظة فكرياً بأن الاسلام نشر افكاره فى ربوع الدنيا حتى وصل الى الصين واوروبا وافريقيا, ولو لم يكن عادلاً فلماذا لا يزال قوياً بأنصاره حتى الآن.

ويضيف دكتور الشحات ان الغرب يؤمن بالفلسفة المادية ويرغب في ان تسود فى العالم الاسلامى, وحصر الاديان فى المساجد ودور العبادة مع تطبيق نماذج بعيدة عن الدين لمحاربة الاسلام بالعولمة والانفجار الاستهلاكى الذى يسود العالم بهدف احداث غيبوبة للمسلمين واخراجهم من دائرة الدين الصحيح الى اللاأخلاقيات, من خلال مهاجمة الرسول والقرآن والصحابة, ولذلك لابد من برامج مستنيرة يقوم عليها علماء المسلمين لتصحيح صورة الاسلام فى الغرب, ولابد من توجه العلماء بخطاب منطقى واع وشراء مساحات مدفوعة الثمن إعلامياً فى الصحف الغربية واسعة الانتشار, بدلاً من أن يكون حديثنا لبعضنا البعض, بحيث يتم تجميع هذه الاتهامات عن الرسول والقرآن والاسلام والرد عليها, من خلال توضيح ان الاسلام هو دين السلام والرحمة والمحبة وبيان تعاليم الاسلام الصحيحة, ومن خلال الشبكة الدولية للمعلومات والافلام المصورة وكتابة افلام لنقول للعالم كله إن محمدا خير انسان على ظهر الارض, بعثه الله رحمة للعالمين, بقوله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».
الجريدة الرسمية