رئيس التحرير
عصام كامل

زواج قبل انتهاء العدة

فيتو



>> نصر فريد واصل: الكذبة جاءت بسبب الخلط بين عدة الأرملة وعدة المسبية.. والسيدة صفية قبلت الزواج من النبى

>> د. محمد الراوى: هناك العديد من الأحاديث التى دُست ونسبت إلى البخارى


>> علماء الأزهر: الرسول تزوج السيدة صفية لتكريمها

هل تزوج النبى «صلى الله عليه وسلم» السيدة صفية بنت حيى بن أخطب قبل انتهاء عدتها؟.. ما حقيقة عشقه لها وزواجه منها وهى على ملة اليهود؟ .. وكيف تحول هذا الأمر إلى مادة دسمة لشبهات المستشرقين حول الرسول الكريم؟ وكيف يرد علماء الإسلام على هذه الشبهة؟.. الإجابة فى السطور التالية..

>> حسن الخطيب

فى الوقت الذى يحتفل المسلمون بمولد النبى «صلى الله عليه وسلم» يحاول أعداء الإسلام تشويه صورته والاساءة إليه، بإنتاج فيلم يسىء للرسول ولزوجاته، وتصويره على أنه مزواج يريد أن يستأثر لنفسه بالنساء، مستندين إلى زواجه من أم المؤمنين السيدة صفية بنت حيى بن أخطب التى كانت إحدى سبايا غزوة خيبر، وكانت على الملة اليهودية، وقد كان الفيلم المسىء يدور فى فلك هذه القضية التى تبلورت من خلال فهم خاطئ لحديث البخارى الذى ذكر فيه أن الرسول تزوج السيدة صفية وهى على الملة اليهودية بعد قتل زوجها فى غزوة خيبر ولم تعتد أربعة أشهر وعشرة، لكن علماء الأزهر يردون على هذه الاساءات.

ويوضح علماء السيرة النبوية حقيقة زواج الرسول الكريم من السيدة صفية مؤكدين أن الرسول واجه من جانب اليهود مؤامرات عديدة دفعته لمحاربتهم فى غزوة خيبر، وكانت السيدة صفية رضى الله عنها من السبايا فى الحرب، وعرضت وجاءت من نصيب الصحابى دحية الكلبى، وكان من المجاهدين فى الغزوة، وكانت السيدة صفية من علية قومها، ولكن الصحابة كان لهم رأى آخر، فأوصوا رسول الله بأن تكون فى سهمه حتى تكرم، ففعل الرسول «صلى الله عليه وسلم»، وعرض عليها أن تدخل الإسلام وتتزوج منه، أو أن تبقى مع أهلها حرة، فوافقت بأن تكون زوجته«ولفتوا إلى» أن الاشكالية تكمن فى وجود فهم خاطئ لرواية البخارى والآية الكريمة التى تتحدث عن عدة المرأة، وقال: هناك خلط بين عدة المرأة الأرملة التى توفى عنها زوجها وبين المسبية التى أخذت فى السبى بعد الحرب، وقد أجمع الفقهاء على أن عدة المرأة التى توفى زوجها أربعة أشهر وعشرا، أما أسيرة الحرب فإن الفقهاء أجمعوا على أنها تستبرئ بحيضة واحدة حتى لا تختلط الانساب، وإن كانت حاملاً تترك حتى تضع حملها.

ويؤكد الدكتور نصر فريد واصل - مفتى الجمهورية الأسبق - أن قصة زواج النبى «صلى الله عليه وسلم» من السيدة صفية يستند عليها المستشرقون الذين يريدون الاساءة للإسلام وللرسول الكريم ليؤكدوا أنه تزوج السيدة صفية بمخالفة الشريعة الإسلامية التى تقول إن عدة الأرملة أربعة أشهر وعشرة أيام، وقال: هم لا يعرفون أن المسبية تستبرئ بحيضة واحدة بإجماع الفقهاء، لقول الرسول «صلى الله عليه وسلم»: لا توطأ حامل حتى تحيض، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة.

وأضاف واصل: إن الرسول تزوج السيدة صفية برضاها، خاصة بعد أن رأت رحمة النبى فى معاملته للأسرى، فقد كان بلال بن رباح رضى الله عنه يمر بامرأتين كانت السيدة صفية إحداهما على جثث القتلى فى غزوة «خيبر»، فعنفه الرسول، وقال له: هل من الرحمة أن تمر بهما على قتلاهما.

وتابع: النبى عرض عليها العتق أو الزواج به، فقبلت زواجه، ولم يبن بها، فقد استمر بضعة أيام فى خيبر ثم عاد إلى المدينة وبنى بها.

من جهته أوضح الدكتور محمد الراوى - عضو هيئة كبار العلماء - إن الاساءات التى يتعرض لها الرسول الكريم فى هذه الأيام بسبب التيارات المتشددة التى اصبحت تتجادل فى أمور معلومة وتركوا الدعوة التى كلفوا بها، وقال: السيدة صفية، رضى الله عنها، كانت سيدة قومها، والصحابة خافوا عليها من الإهانة لو ذهبت إلى غير النبى، صلوات الله عليه، فعرضوا بأن تكون للنبى الكريم، فرفض الرسول بأن تكون من سباياه فعرض عليها الإسلام والزواج به فوافقت، ولفت الراوى إلى رواية البخارى منوهاً إلى أن هناك العديد من الأحاديث التى دست ونسبت إلى البخارى وهى أحاديث غير صحيحة لسندها الضعيف.
الجريدة الرسمية