النبى المسحور
من الأكاذيب التى نسجها كارهو الإسلام حول الرسول الكريم، أنه كان مسحورا، زاعمين أن ما كان يتنزل عليه من وحى، لم يكن وحيا، بل سحرا، مستدلين فى إثبات ذلك بأحاديث ومرويات مكذوبة.
ويرون أن النبى، كان يقول: «أوحى إلىّ»، ولكن لا يوحى إليه وأن ما كان يحدث مع الرسول من أمور الغيب هى من هذا السحر الذى كان يخبره الجن بالغيب, لكن أهل الحديث يرون أن هذا الاستنتاج الذى بنى لديهم على خطأ, كان نتيجة عدم فهم ودراية لسيرة الرسول صلى الله علية وسلم.
الدكتور على حافظ سليمان- أستاذ الحديث بجامعة الأزهر- يقول: إن هذا الحديث الشريف، إن دل فإنما يدل على قلة عقولهم وعلى وهن استنادهم, موضحا أن الحديث الشريف كما رواه مسلم وجاء فى كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد أن النبى صلى الله عليه وسلم بعد عودته من صلح الحديبية, جاءت رؤوس اليهود الباقية فى المدينة, وعلى رأسهم لبيد بن الأعصم اليهودى, وكان منافقا يظهر الاسلام ويبطن الكفر، وقد اتفقوا معه على أن يسحر الرسول صلى الله علية وسلم، وكان لبيد عالما بالسحر فذهب حتى اخذ شعرة من مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم, وعقد عليها ووضعها فى بئر جوفاء ليس فيها ماء فكان يخيل له صلى الله عليه وسلم انه كان يفعل الشيء حتى جاءه جبريل فدله على مكان البئر فأخبر بذلك جبير بن إياس الزرقى, فدله على مكان البئر, ثم حملها الى لبيد بن الأعصم, وقال له: ماحملك على هذا؟ فقال: حب الدنانير يا أبا القاسم، وكان المنافقون ينادون رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبى القاسم، وبعدها شفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
اما الدكتور ناصر وهدان- أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة العريش- فيقول: الرسول صلى الله عليه وسلم تعرض للسحر، كما تعرض للسم من يهودية ،كما تعرض له شيطان اراد ان يفسد عليه صلاته. موضحا ان الرسول صلى الله عليه وسلم، بشر، لكن عصمه الله تعالى بأن جعل السحر على جسده فقط, لا على روحه او معتقده ولا على قلبه الشريف.
وقال وهدان: إن السحر هذا يعتبره الشرع مرضا مثل الامراض والعلل والسقم التى تصيب الانسان وتعتريه, ولايؤثر فى قلوب او معتقد العباد فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وأوضح أنه من الجائز أن يكون فى هذا درس للاقتداء بسنة النبى صلى الله عليه وسلم فى العلاج من السحر.