"25 يناير" عيد العَكْنَنَة
ــ ونحن على بُعد سويعات من الخامس والعشرين من يناير..هل نحتفل بعروس الثورات الرومانسية ببهجة وسرور؟ أم سيكون يومًا من أيام المرارات التى قد يظل مذاقها فى حلوقنا وقلوبنا أمَدًا طويلًا؟
الإشارات الشاردة من هنا وهناك تدفع إلى ترجيح الاحتمال الثانى
من بين الإشارات كانت الدعوة الصريحة للثورة الثانية، لكنى لم ألتفت كثيرًا إليها؛ لسوابق فشل دعوات مماثلة..غير أن عبارة نطق بها صبى صغير ابن صديق قلبت حالة اللامبالاة رأسًا على عقب..قال الصغير: "25يناير هايبقى يوم دم"، العبارة الصادمة أدارت رأسى بأكمله، ودفعتنى إلى إعادة قراءة المشهد القريب كى أصل إلى الأسباب التى ذهبت بهذا الصغير إلى انتظار يوم الدم.
أعدت قراءة المُنْتَج الإعلامى بكافة انتماءاته، فوضعت يدى على الإشارات التى طبعت فى الوجدان هواجس الرعب من 25 يناير، أرصد منها أعلاها صوتًا، وأشدها شططًا، وأكثرها إثارة للفزع من دمار مقبل.
ــ نقلت الصحف عن صفحات التواصل الاجتماعى دعوات قوى ثورية لحمل السلاح، ومنها "اتحاد ثوار المعادى" وحركة "ثوار أحرار" وحركة "مش هنسيبهالكم"، حيث دعت إلى الزحف على قصر الرئاسة واستخدام السلاح، وقطع الطرق والسكك الحديدية لإسقاط النظام.
ــ محمد عطية، منسق عام ائتلاف ثوار مصر، أعلن أن هناك اتجاهًا للنزول للشارع فى إطار الكفاح المسلح ضد النظام.
ــ خالد الشيخ، أحد نشطاء الاعتصامات المستمرة، أعلن عن الدعوة لتشكيل ما يسمى بالجيش الحر للكفاح المسلح.
ــ محمد على أبو سمرا، القيادى بتنظيم الجهاد، أعلن أن التنظيم وحازمون، وأكثر من 14 من القوى الإسلامية، سوف يحتفلون بذكرى25 يناير أمام مدينة الإنتاج الإعلامى؛ لكونها - كما وصفها- تشن حربًا إعلامية ضد التيار الإسلامى.
ــ تصريح ممدوح حمزة ردًّا على ذلك، بأنه سيرسل لهم الذين حاصروا مسجد القائد إبراهيم لتأديبهم.
ــ الألتراس يحشد مبكرًا ومتوعدًا ليوم 25 يناير، والبقاء بالشارع لليوم التالى 26 يناير، وهو اليوم الذى حددته المحكمة للنطق بالحكم فى قضية مجزرة بورسعيد، مع دعوة مماثلة لألتراس «جرين إيجلز» النادى المصرى ببورسعيد للزحف على القاهرة، مصحوبة بصور ملثمين يحملون أسلحة بيضاء!
أكتفى بهذا..على أمل اللقاء، لنحتفل معًا بعيد العَكْنَنَة، وكل عام وأنتم بخير.
نقلا عن جريدة فيتو.