رئيس التحرير
عصام كامل

قلبى مع وزير الأوقاف !


كان الله في عون الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف الحالي.. فالرجل عرف باستقلاله فكرياً.. ووسطيته في دعوته.. وإن حسبه البعض أحد دعاة الجمعية الشرعية.. وكان ضمن دعاتها الذين تركوا بصمات في مساجدها داعياً إلي الله علي بصيرة.


ومازال رواد الجمعية الشرعية بالمنصورة يذكرون له أطروحاته ودعوته إلي التآلف والتلاحم ونبذ الشقاق.. عرف باجتهاداته في الأدب فأعاد للأزهريين أزمانهم الوارفة.. وعصورهم التي كانت ..

جاء الرجل ليرث عبئاً ثقيلاً من أخطاء الماضي القريب والسحيق .... ندعو الله أن يعينه عليها .. وليرث تركة مثقلة من الهم الدعوي... فالمنابر أصيبت بالاستقطاب ....وقد رسخ لذلك من تباروا أنهم حماة الإسلام .. وحراسه فانقسم الدعاة إلي فرق وشيع ... فهذا إخواني ... وهذا سلفي ... وثالث يبحث ويجتهد ليكون مستقلاً ...

وسط هذا التنوع الذي انعكس علي رواد المساجد بمزيد من الأزمات .. وبدلاً من أن تصبح المساجد ساحة للسكينة والطمأنينة كما أرادها الله .. تطايرت منها الشرارات التي أحرقت العلاقات في الأسر.. وبين أبناء القرية والمنطقة الواحدة ..

وزير الأوقاف الذي يجاهد ويثابر من أجل الارتقاء بأحوال الدعوة والدعاة تقف أمامه العثرات.. فكثير ممن أنيط بهم قيادة العمل الدعوي ... فاتهم أن الأزمان مختلفة ..وبالتالي حال ذلك دون مواكبة فكر الرجل ومسايرة أطروحاته التي نقدرها ...

منابر المساجد التي تمثل أكبر جهاز إعلامي في بر مصر المحروسة منوط بها غرس سماحة الإسلام وغاياته دون إفراط أو تفريط .. وهذا مالا يجده الناس ويتعطشون له... وربما كان مرجع ذلك هو انسلاخ البعض عن واقعه وعدم إدراكه أن الإسلام لا يعرف التحزب أو خدمة الأجندات الداخلية أو الخارجية ... والله من وراء القصد...
الجريدة الرسمية