إنهم يزرعون الأعداء داخل مصر
أشعر أننى أكرر نفسى عندما أكتب فى الشأن العام المصرى، ولكن المؤثر الذى يدفعنى كل مرة للكتابة لم يتغير، فما يحزننى هى الفكرة التى زرعها الإخوان فى أنصارهم، ولم أقصد هنا الإخوان فقط بل أعنى كل أذرعهم السياسية من الجماعات المنتشرة فى كل مكان وهى فكرة ألا وطن ويكون انتماؤهم للإسلام فقط فكرة بلهاء ساذجة خائنة، ولكنها وجدت من يسمعها ويعتنقها من أفراد ينتمون اسماً فقط إلى هذا الوطن.
ومن هنا برزت المشكلة، فهم يحاولون تفتيت الوطن ونشر الفوضى والقتل والإرهاب، ونجد أنصارهم والمفروض أنهم مصريون يعيشون معنا منهم إخواننا وأخواتنا وأصدقاؤنا وذوينا يفرحون لقتل جنود مصرين مهللين وكأن هؤلاء الجنود هم جنود العدو وليسوا مصريين، وحتى عندما انهزم فريقنا القومى هذه الهزيمة البشعة وجدناهم يهللون ويشجعون الفريق الآخر.. يا لها من مهزلة.
نعم، لقد تمكنت قوات الجيش والشرطة من المحافظة على هوية مصر وعدم حدوث الحروب الأهلية التى كانت متوقعة كنتيجة حتمية لذلك الانشقاق الهزلى الذى نعيشه الآن، ولكن هناك بركانا تحت الرماد يريدون تفجيره لحرق مصر، لابد من خمد هذه النيران حتى لا تلتهمنا جميعاً، فالنار لا تفرق بين مصرى وإخوانى.
إنهم يشككون فى كل شىء ولا يصدقون الحقائق الواضحة، فهم لا يحاولون الفهم بل هى الفكرة التى نمت فى عقولهم قد سيطرت عليهم تماماً وصورت لهم أن الإخوان هم الأبرياء وأن الحكومة والجيش والشرطة هم العدو الكافر الذى أغلق القنوات الدينية وقتل المعتصمين الأبرياء فى رابعة والنهضة.
ولكن الحل لتصحيح هذه الأفكار السوداء، هو الفكرة المضادة فلا يحارب الفكر إلا بالفكر حتى لا نسمح بأن يزرعوا وينموا أفكارهم السوداء فى قلوب أولادهم فيكبروا على كراهية الوطن.
كارثة بكل معانى الكلمة أن نزرع الأعداء بداخل الوطن، فهم ليسوا جواسيس تظهر بخلاف ما تبطن، بالطبع لا، إنهم يعلنون كراهيتهم للشعب والجيش والشرطة علنياً ويعتبرون أنفسهم هم الشعب لغيرهم، إنهم قنابل إن لم نتعامل معها بحكمة ستنفجر فينا وستحرق الجميع حتى هم أنفسهم.