رئيس التحرير
عصام كامل

"الغاني" ثمنه فيه

فيتو

لا يا عزيزي القارئ، لا أحاول الاستظراف، كما أعلم تمامًا أن القول المشهور هو "الغالي ثمنه فيه"، وأنا هنا لا أتحدث عن المواطن الغاني العادي (مع كامل الاحترام له)، وإنما أقصد اللاعب الغاني ومنتخب غانا بالعموم، فأغلبية اللاعبين لهم أثمان عالية في بورصة اللاعبين العالمية، ولو ثمَنّا منتخبنا الوطني لن يتجاوز ربع ثمن منتخب غانا أو أقل بكثير.

وفي عموم الأمر يكون الغالي ثمنه فيه لأنه قد تم إعداده بطريقة علمية متقنة، وعلى أيدٍ خبيرة محترفة، وهذا ما حدث لللاعب الغاني ومنتخب غانا، إذ استمعت لمذيع المباراة وهو ينعتهم ببرازيل أفريقيا، ويخبرنا بأن غالبية منتخبهم من الشباب الذين أحرزوا كأس العالم للشباب، وأن أغلب اللاعبين محترفون بالفعل في كبرى الأندية الأوربية، فقلت حسنًا، أنه يُحَضِرنا نفسيًا لتَقَبُل هزيمة منكرة، ففريقنا في الوقت الحالي ليس له أي حظ يُذكَر من أسباب النجاح والتفوق تلك.

فإذا به يصدمني بقوله "ولكن بالرغم من ذلك فإن معدن المصري الأصيل يظهر عند الشدائد"، بالطبع ظهر هذا المعدن الأصيل (السلوك الحضاري) عند المواطن المصري بعد المباراة بتقبله للخسارة بروح رياضية وبسخرية راقية.

ولكني هنا أتعجب من الثقة المفرطة والأمل الغريب في قدرة المعدن المصري الأصيل للاعب المصري على مواجهة نظيره الغاني اللي ثمنه فيه، إنها الآفات الأبدية (اللي جايبانا ورا رياضيًا وسياسيًا)، التعصب المقيت (ليس له علاقة بالإعتزاز والثقة بالنفس) والذي يُنبِت خداع النفس والآخرين، الجهل الذي يُنبِت الفهلوة والتواكل والتقدم لما ليس أنت أهلٌ له، وكفى بهما آفاتين ما اجتمعا في فريق أو "جماعة" أو حتى وطن إلا خَسِر خسرانًا فاضحًا بالستة (أهدافًا أو شهرًا أوله كان أو آخره).
الجريدة الرسمية