الشيعة يحتفلون بعيد "ولاية علي".. جابر: غياب الحسينيات في مصر يجعلنا نمارس طقوسنا في الخفاء.. النفيس: "غدير فم" ورد بكتب الحديث.. والشعراء كتبوا فيه قصائد تاريخية
عيد الغدير، هو أحد الأعياد التي يحتفل بها الشيعة، بل ويعتبر الأهم بعد عيدي الفطر والأضحى، لأنه يمثل بالنسبة لهم عيد الولاية، ويأتي في يوم 18 ذي الحجة عقب انصراف الحجاج وانتهاء مراسم الحج.
ويتفق الشيعة في روايتهم على أن عيد الغدير "الولاية" هو اليوم الذي وقف فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بمفترق الطرق بين مكة والمدينة عقب عودته من حجة الوداع وأمر الصحابة بعمل منبر له وخطب - وفقًا للروايات الشيعية - "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدًا كتاب الله وعترتي.. آل بيتي" ثم أمسك بيد علي وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه فاللهم انصر من نصره وعاد من عاداه"، معلنًا بذلك ولاية علي عقب وفاته.
وقال محمود جابر القيادي الشيعي، إن عيد الغدير يعد من أهم أعياد الشيعة سواء في مصر أو خارجها، ولا تختلف طريقة الاحتفال من دولة لأخرى سوى في الأماكن التي يتم الاحتفال فيها، موضحًا أن مصر لا توجد بها "حسينيات" للاحتفال، ولذلك يتجمع الشيعة في منازلهم ويقرأون القرآن الكريم، والدعاء للإمام علي بن أبي طالب، وريحانتي رسول الله "الحسن والحسين"، ثم الدعاء للمهدي وترديد بعض الأناشيد الدينية.
وأضاف أن الحديث النبوي يقول:"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وعترتي آل بيتي"، موجود في كتب صحيح مسلم والألباني وعدد من الروايات وكتب الأحاديث والسيرة التي لا يستطيع أحد إنكارها، قائلا: إن اختلفت روايات الحديث في بعض الأحيان إلا أنه ومع اختلافها تؤكد صحة ما فيه، ففي رواية قيل "لن تضلوا" وسكت، وفى أخرى "لن تضلوا بعدي أبدا" وفى ثالثة "وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فاتقوا الله وانظروا كيف تحفظونهما".
وأشار إلى أن الشيعة في مصر لا يسمح لهم بالاحتفال بعيد الغدير بشكل علني، لأن هناك متشددين لا يستطيعون العيش مع من يختلفون معهم في العقيدة أو المذهب، بل ويصل به الأمر إلى تكفير الآخر.
من جانبه قال الدكتور أحمد راسم النفيس القيادي الشيعي إن واقعة "غدير فم" أو عيد الغدير، متفق عليها، إلا أن هناك محاولات للتعتيم عليها دون أسباب معلنة، ففى كتاب العقيدة الواسطية (نسبة إلى مدينة واسط وهى إحدى مدن العراق) يقول الإمام مسلم على لسان زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا بأهل بيته في يوم "غدير فم"، كما يقول ابن تيمية أن الرسول أوصى بحفظ وصيته في أهل بيته حيث قال: "أذكركم بأهل بيتي".
وأضاف النفيس أن كل الكتب متفقة على الرواية فيما عدا البخاري لم يذكرها، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتوقف عن وصية الأمة ونصحها طوال الوقت، إلا أنه في حجة الوداع كان يشعر بقرب الأجل فأوصى الأمة بعلي.
واستطرد النفيس: الرواية طويلة فقد جمع الرسول 100 ألف من المسلمين في يوم 18 ذي الحجة وأوصاهم باتباع الثقلين "كتاب الله وعترتي أهل بيتي".
وأشار النفيس إلى أن قضية الولاية بالنسبة للدين حاضرة، فعلى سبيل المثال حينما يقول الإخوان أنها حرب على الإسلام وليست على الإخوان فهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن الولاية في الإسلام أمر لا شك فيه، وأن الأمة تحتاج للولاية.
وأوضح النفيس أن الاحتفال بيوم الغدير ليس شيئا غريبا، مشيرًا إلى أن من يدعي أنه لا أعياد للمسلمين سوى الفطر والأضحى كمن يدعي أن لا صلاة سوى الصلوات الخمس وكأنه لا يوجد صلاة العيد أو الاستسقاء أو صلاة الحاجة.
وحول طرق الاحتفال بهذا اليوم قال النفيس إن صيام هذا اليوم مستحب وتلاوة القرآن والاجتماع مع الأهل والأصدقاء للتهنئة، مشيراَ إلى أن التاريخ العربي مليء بالشعراء الذين كتبوا عن هذا اليوم قصائد طويلة.