ألف مبروك ياغانا
بمدرب وطنى سحقت غانا الفريق المصرى الذى يقوده مدرب أمريكى .. تلك هى الحقيقة الوحيدة التي خرجت بها من مباراة الفريقين .. رزحت غانا تحت نير الاحتلال الإنجليزي طوال ستين عاما ورزحت مصر تحت نير نفس الاحتلال لأكثر من ثمانين عاما .. استقلت مصر واستقلت غانا .. مصر تحارب الجهل والمرض والفقر وهو نفس الثالوث الذي تحاربه غانا .. والغانيون تطاردهم دودة غينيا كأكبر خطر وبائى ونحن تطاردنا بلهارسيا الفتك بكبد المصريين .. غانا دولة محورية فى محيطها الإقليمي ومصر دولة رائدة في محيطها الإقليمي والدولى .. أيضا هذه هى الحقائق التاريخية:
القبلية داء غانا والتضليل الديني داء مصر .. كلانا يحارب شبحا مخيفا .. في غانا حققوا انتصارات رياضية مبهرة وفي مصر حققنا انتصارات رياضية مبهرة .. غانا تعتمد على الشباب والانفتاح الرياضى على العالم ومصر تعتمد على المنهج التقليدى المدهش " اللي تعرفه أحسن من اللى ما تعرفوش.. أهل الثقة وعواجيز الفرح .. مدربهم وطني شاب ومدربنا كهل أمريكى .. فريقهم من الشباب الواعد وثورتنا من الشباب الواعد.. غير أن ثورتنا لم تبرح ميدان التحرير .. لم تراوح مكانها ولم تصل بعد للمستطيل الأخضر.
فى الحكومة المصرية شيوخ لهم تاريخهم الذى كان يفرض عليهم الانزواء والبقاء كمخزن إستراتيجى للأجيال الجديدة.. وفى فريق غانا طعم الحيوية والطاقة والشباب .. هم بدون ثورة صعدوا بالشباب ونحن بثورة الشباب سلمنا البلاد للتبعية الأمريكية واستسلمنا لجيل العواجيز .. أنتجنا بطرس غالي وهم أنتجوا كوفى عنان .. أنتجنا محمود الخطيب وأنتجوا عبيدي بيليه .. إنتاجنا فى الكرة محلى وإنتاجهم عالمى بكل المقاييس .. أنتجوا في النضال الوطنى كوامي نكروما الذى قاد بلاده للتحرر الوطني وكان من أهم دعاة الوحدة الأفريقية ونحن أنتجنا جمال عبدالناصر زعيما عربيا أفريقيا مناضلا ضد الاستعمار.
يرقصون رقصة شعبية أفريقية عند كل هدف ونحن فريق الساجدين بلا منازع .. نسجد في السياسة ونركع في الاقتصاد وننحنى أمام سيل التضليل الدينى .. هم مقبلون علي الحياة ونحن ندمن الموت حتي أن أعظم بناء لدينا لمقبرة .. من أجل ما تقدم لا بد أن نردد " ألف مبروك ياغانا ".