واشنطن تدفع ثمن معاداة القاهرة.. يديعوت أحرونوت: الجيش المصري يتجه للتعاون مع الصين وروسيا.."السيسي" يتحول لبطل شعبي في مواجهة الأمريكان.. اتهامات لإدارة أوباما بعدم الاستجابة لمعادلة الشرق الأوسط
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن قرار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بخفض مساعداتها لمصر، وخاصة المساعدات العسكرية للجيش الذي يستثمر جميع موارده لمحاربة إرهاب جماعة الإخوان هو بمثابة إصدار كارت أحمر للقاهرة.
وتوضح الصحيفة أن قرار واشنطن نابع من اعتبار مصر بعيدة عما أسمته بعملية التحول الديمقراطى، والإبقاء على وضع حالة الطوارئ، إلا أن مصر حاليًا تبحث عن داعمين جدد والمتمثلين في روسيا والصين ودول الخليج.
وتبرز الصحيفة أن ما قام به الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" يعد مخاطرة كبيرة تهدد أقوى حليف عربي له في الشرق الأوسط، غير أنه وفقًا للسيناريو الأمريكى فإن الجيش المصرى سينجح في تهدئة الشارع في وقت قصير وسوف تستمر المساعدات في التدفق.
وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية: "ماذا لو كانت احتجاجات الإخوان ستستمر طويلًا؟ هل ستستطيع مصر تحمل أعباء وضعها الاقتصادى الكارثى والبقاء دون مساعدة؟".
وتحت عنوان منفصل "خيانة أمريكية وولاء روسى" قالت الصحيفة أنه ليس هناك شك أن ما قامت به إدارة أوباما هو خيانة لحليفتها مصر، والسياسة الأمريكية في هذا الشان تدعو للاندهاش الشديد، كما أن حكومة الولايات المتحدة لا تستجيب لمعادلة الشرق الأوسط التي مفادها أن الحرب ضد الإرهاب يجب أن تأتي على حساب الديمقراطية، واتضح ذلك خلال الثورات العربية، فقد كان سعى الولايات المتحدة في الشرق الأوسط سببا في صعود القوى الإسلامية المتطرفة، وعلى النقيض فإن روسيا أثبتت أنها حليف مخلص لمصر أظهر ولاءه ودعمه لها.
وتحت عنوان آخر "مصر تدعم الجنرال" ذكرت الصحيفة أنه في الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن الكارت الأحمر لمصر، وقف المصريين إلى جوار الفريق أول "عبد الفتاح السيسى"، غير أن الانتقادات الأمريكية بشأنه زادت التعاطف الشعبى نحوه
وأشارت الصحيفة أن التاريخ أثبت أن جماعة الإخوان لا يمكن اقتلاعها من الجذور، فهى على مر السنين أصبحت حجر الزاوية في المجتمع المصري وخاصة في المناطق المهملة جهة الجنوب والشرق، أما الأردن فهى المثال الوحيد على اندماج جماعة الإخوان في السلطة، إلا أن سوريا كانت مثال لتصفية نشاطات الجماعة حتى اندلاع ثورات الربيع العربى.
وأضافت الصحيفة أن مصر تخشى من سيناريو مماثل لسيناريو المجتمع الفلسطيني الذي يوجد به انقسام بداخله بين حركتى حماس وفتح، والخوف أن يتكرر هذا في مصر في صورة انقسام بين الدينين والعلمانيين، فالعلاقة بين حماس والجماعة تعزز هذه المخاوف.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول، إنه من الصعب تجنب المقارنة بين جهود الولايات المتحدة للوصول إلى تسوية مع إيران وبين قطع المساعدات الأمريكية لمصر، مشيرة إلى أن من يضر بأصدقائه ويتودد إلى أعدائه سوف يدفع الثمن عاجلا أو آجلا.