عبد الفتاح مصطفى.. الصوفي الرومانسي! (1)
نعم يستحق عبد الفتاح مصطفي أكثر من مقال.. فلا نبالغ إن وصفناه بأسطورة الشعر الغنائي في مصر.. فهو الشاعر الوحيد الذي تميز في كل أنواع الأغنية بلا جدال.. ربما يقترب كثيرا من أحمد شفيق كامل الذي كتب
"أنت عمري " في الوقت الذي كتب فيه "قلنا هنبني وآدي إحنا بنينا السد العالي" .. ففي الوقت الذي يكتب عبدالفتاح مصطفي فيه "لسه فاكر قلبي " و "أقولك إيه عن الشوق " و" ليلي ونهاري" لأم كلثوم تجده يكتب لها كذلك " طوف وشوف " و " يا سلام ع الأمة " ورائعته ورائعتها "إنا فدائيون" المشهورة شعبيا بـ " سقط النقاب عن الوجوه الغادرة " وربما تجد منافسين له في كل ذلك رغم روعته وعظمته إلا أن ساحة الشعر الصوفي لا ينافسه فيه أحد.. ففضلا عن دواوينه الشهيرة إلا أنه أبدع بشكل لا مثيل له في أغاني فيلم الشيماء فهو القائل
" كم ناشد المختار ربه .. في هدي إنسان أحبه .. لكن وحي الله جاء.. إنك لا تهدي الأحبة .. والله يهدي من يشاء " .. وهو القائل في إبداع " كم شاق الدنيا مولده .. حتي وافاها موعده.. كانت في الغيب تناشده .. حمدا لله تردده .. والأفق ضياء يتبسم .. والملأ الأعلى يترنم .. لقدوم محمدنا الأكرم " ويضيف " أعظم برسول أواه.. رب الرحمات ورباه.. بأمير علمه الله.. لم يرقي نبي مرقاه..أكرم من جاد ومن أنعم..أفصح من قال ومن علم.. أصدق من كبر أو عظم".. ويضيف " ياليت بني سعد تسعد.. بضياء من نور محمد.. قد جاء وليدا يتهدهد.. واسترضع فينا وترشد.. واليوم لأن نسلم نسلم.. يا ليت بني سعد تعلم.. بمقام محمدنا الأكرم ".. أما في ذروة أغاني الشيماء فيقول وتنشد سعاد محمد بمناجاة لا مثيل لها رائعته الخالده التي لحنها بليغ حمدي ويعتبرونها درة فيلم الشيماء وملخصه كله وأخرجها حسام الدين مصطفي ببراعة كبيرة فيقول فيها : " أيها الهادي إلي أكرم دين.. يا رسول الله بالحق المبين.. يا ابن عبد الله يا نعم الأمين.. نحن فزنا بختام الأنبياء " حتي يكتب " أيها الأمي.. علمت الأمم.. أول الوحي إليك.. اقرأ وأعظم بالقسم.. حين تتلو والقلم " ثم يكمل " ..انعم بمن جاءنا رضيعا .. غني له فجرنا وأنشد.. ديار سعد كانت جفافا.. كفي به عيشها وأرغد.. تبسم الدهر يا حليمة.. وكل ما في حماكي يشهد.. انعم بمن جاءنا رضيعا.. ومن لديه السعيد يسعد" عليه الصلاة والسلام.. وللحديث بقية عن شاعر فاقت شهرة أغانيه - للأسف - شهرته هو نفسه!