رئيس التحرير
عصام كامل

إهانة العَلم.. خيانة عظمى


بعد الله سبحانه، يأتي تقديس الوطن.. كل وطن له اسم وله علم، وعلى أرض الوطن يعيش الشعب، اسم الشعب مشتق من اسم الوطن، كرامة الوطن من كرامة أبنائه، لكن كرامة الناس والأرض معا تأتيان من كرامة العلم، احترام علم مصر هو سلوك وجداني فطري، يمارسه كل المصريين بحب وخشوع وإجلال إلا من خان وانكشف كالإخوان والمرتزقة التابعين لهم..


حين يمتزج السلام الجمهوري بالعلم المصري، يرتفع فوق البنايات، فوق الرءوس، تقع بالقلب قشعريرة وهمة، ترمح في البدن كهرباء، الماس الكهربائي الوطني هو أثر إيجابي بكل المقاييس، تميزت ثورة 30 يونيو بوحدة الرمز، الأبيض مع الأحمر مع الأسود هو العلم الذي يعرفه جيلي.. العلم الأخضر وفيه الهلال والنجوم كان علم جيل "أبي وجدي".. وكل أفلام إسماعيل ياسين وأنور وجدي!.

لا أعرف هل حزن أبي حين ألغت ثورة يوليو 1952 العلم الأخضر، لكن ما أعرفه حقا أن صوت عبد الناصر المدوي كان يهز كيانه حتي يبكي، ومن ثم أحب علم الثورة بألوانه الثلاثة، وكذلك نحن، لستين عاما لم نعرف سوي هذا العلم في حرب أكتوبر، شاهدنا "محمد أفندي" رفعنا العلم.. تلك العبارة الخالدة التي كان الفنان الراحل محمد رضا يرددها بفخر تخليدا للجندي الذي رفع علم مصر بجسارة وزهو فوق الضفة الغربية لقناة السويس، ولم يلبث أن تلقي رصاصة إسرائيلية، صعد بعدها شهيدا طاهرا إلى جنات الرضوان..

اليوم، يواجه العلم المصري الإهانة ممن؟ من إسرائيل؟ كلا! إسرائيل احترمت علم مصر ورفعته في بلادها حين زارها السادات بحثا عن السلام، العلم المصري يهينه للأسف مصريون بالميلاد، صهاينة بالهوى، إرهابيون بالهوية! في أحداث 2011 شاهدنا بألم وذهول أعلام قندهار ودول عربية، ومع التذمر العام كان العلم الوطني يمتد مئات الأمتار في ميدان التحرير محمولا فوق الرءوس.. وإلى جواره علم تنظيم القاعدة ! اليوم، يضطر مجلس الوزراء إلى الموافقة على مشروع قانون لتجريم إهانة العلم ومعاقبة الجاني بالحبس أو الغرامة.. طب ليه مش حبس وبس! ليس بعد مصر مصر ولا قبل مصر مصر..

علمنا هو بلدنا.. لم أر إسرائيليا يهين علم بلده، وجيش وطنه، ويرفع علم منظمة التحرير نكاية في جيشه.. الخائن فقط هو من يعادي وطنه ويستعدي عليه الغير، ولا يحترم الرمز الوطني بالغ القداسة، ما جزاء الخيانة العظمي إلا الإعدام.. الحبس لا يكفي، الغرامة استهانة بالجناية، غلظوا العقوبة.. الردع هو الحل.
الجريدة الرسمية