لأصحاب القلوب الرحيمة فقط
"ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة" جامعة 1:11
كما كان "ديفيد" مصدراً لفرح وسعادة أهله وأصدقائه.. أصبح أيضاً مصدراً لتعاستهم وحزنهم الذي بدأ بمرضه ولم ينته حتى الآن.. شاب تميز بالنجاح الدائم والتفوق .. يحصد الجوائز أينما حل .. يزرع البسمة أينما ظهر .. توقفت آلة السعادة في حياته فجأة حينما حل عليه المرض اللعين منذ أربع سنوات .. أفقده هذا المرض الشرس سمعه وهو في مرحلة الطفولة .. فقد السمع لكنه لم يتوقف عن الدراسة ففيها يجد حياته وملاذه .. بالدراسة والتفوق يحارب "ديفيد" المرض اللعين لكنه أشد ضراوة مما تخيل .. وهو يزداد تنكيلاً به محاولاً إخضاعه وذله !
مرض عضال لعين لا يرحم ولا يشبع .. قاتل بلا رحمة .. ويزداد شراسة كلما وجد مقاومة .. لم يكتف بسرقة السمع من "ديفيد" فأردفها بسرقة نور عينيه .. ليتركه متخبطاً في الظلام لا سمع ولا رؤية .. أي لعين هذا ؟ وهل هو يعذب ضحيته فقط ؟ أم يستمتع بعذاب ذويه وأصحابه ؟
ابن العشرينيات الحاصل على 97% في الشهادة الإعدادية لغات لا يستطيع قراءة أو سماع كلمة واحدة .. وتزداد المعاناة مع ازدياد الآلام .. فلا يكفي الفتى المسكين أنه فقد ثلثي حواسه بل يتلذذ المرض باعتصار شبابه حينما يقضي الليالي يعاني السكوت والظلام والألم الذي لا يتوقف مع أعتى العقاقير والمسكنات !
انكسار النفس لا يعرفه سوى من ترك الدراسة واعتزل الحياة عنوة مثل "ديفيد".. ترك نفسه الذليلة العليلة بين مشارط وتجارب الأطباء الذين احتاروا في أمره وحيروه من كثرة الأدوية والعمليات الجراحية .. حتى جاء بصيص من أمل في مستشفي هيوستن الأمريكي الذي فتح ذراعيه للحالة ووعد بوجود علاج لحالته المتردية .. لكن المعركة لم تنته بعد .. فهذا المرض الشرس تجاوز المدى مع المسكين ديفيد حيث أودى ببقية الأمل وابتلع تسعين ألفا من الدولارات في جراحة واحدة .. فحالة ديفيد نادرة وتكاد تكون الأولى على مستوى العالم .. يعاني الآلام فلا راحة ولا شفاء !! فقط ذكريات لأيام جميلة كانت العناية الإلهية تحتضنه وتمن عليه بنعمتى السمع والبصر .. وما زالت عناية الإله موجودة لكنها تختبرنا نحن الآن وتحرك فينا المشاعر الإنسانية والدينية ..
قد يتسابق العديد من أصحاب الأديان والمعتقدات فى ريادة الرحمة والحب والعدل .. لكن على أرض الواقع قلة هم من يفعل ذلك وكأن الرحمة والحب التى حثتنا عليها الأديان ليست سوى أعمال نظرية ..
العناية والرحمة الإلهية تختبر فينا إنسانيتنا .. هل نشعر بمعاناة الغير؟ هل نتألم لألم الآخرين .. كل من يقرأ هذه السطور لا بد أن يشكر الله ويحمده على النعمة الخفية التي لا نشعر بها إلا حينما نفقدها .. لكن الشكر يكون بتطبيق عملي .. مدوا يد المساعدة لعائلة "ديفيد" إما شفاءً أو تخفيفا للألم .
ومراحم الرب الواسعة سخرت لديفيد مؤسسة الرجاء بأمريكا تمكنت من جمع مبلغ العملية الأولى والآن توقف علاج ديفيد بعد نضوب حسابه لدى المؤسسة ويحتاج لعملية أخرى وفحوصات.
ترى هل هناك رجل أعمال يتبنى علاج هذا الملاك؟ ترى هل هناك من تملكت الرحمة من قلوبهم فيساهموا فى علاج ديفيد ؟
إن ديفيد منتظر من يمد له يد العون لدفع تكلفة العملية الثانية وتكلفة إزالة الأورام الأخرى التى لم تزل باقية.