رئيس التحرير
عصام كامل

الجارديان: الآمال تتهاوى بشأن التوصل لاتفاق في الشرق الأوسط..ثلاثة أحداث زعزعت استقرار النظام القديم ..و"مرسي" أبرز مشاهدها..الشرق الأوسط يتألف من محورين متصارعين وحل الأزمة بتعاونهما

 وضاح خنفر مدير قناة
وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة السابق

قال وضاح خنفر، مدير قناة الجزيرة السابق، في مقال له بصحيفة الجارديان البريطانية نشر تحت عنوان " تهاوي آمال التوصل لاتفاق في الشرق الأوسط مثلما تهاوي قوى المنطقة".


وأشار خنفر إلى أن الشرق الأوسط يشهد تغيرا جذريا منذ بداية الثورات في عام 2011، إلا أن التحالفات تغيرت بشكل دراماتيكي، بعد أن اهتزت الأرض تحت أقدام المسئولين السياسيين الذين يحاولون الحفاظ على بقاء الخيارات أمامهم مفتوحة، وهناك ثلاثة أحداث تسببت في زعزعة استقرار النظام القديم.

وأوضح خنفر أن الأحداث الثلاثة هي الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في مصر، الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية التي لدى نظام الرئيس بشار الأسد، والمكالمة الهاتفية بين الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما لبدء تحول العلاقات.

ولفت خنفر إلى أن الشرق الأوسط كان منقسما لمحورين قبل ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، المحور الأول الذي يمثل الجانب المعتدل في كل من مصر والسعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت وهم منحازون للغرب، ويدعمون السلطة الفلسطينية، والتوصل لتسوية سياسية لحل السلام بين فلسطين وإسرائيل.

بينما المحور الثاني هو محور المقاومة والذي يتمثل في إيران وسوريا وحماس وحزب الله، وكانت علاقتهم مع الغرب متوترة وكانوا يرون التسوية السياسية مع إسرائيل استسلاما، مضيفا أن تركيا وقطر مقربان لمحور المقاومة ومحافظان على وجود علاقات جيدة مع محور الاعتدال.

ولكن مصر أزيلت من محور الاعتدال بعد الإطاحة بمبارك وكان له أثره على الاضطرابات الإقليمية، والاضطراب الذي شهدته سوريا دفع من قبل قيادة حماس للانتقال خارج سوريا وبذلك خرجت من دائرة المقاومة، وخرجت تركيا وقطر من محور المقاومة لدعمها للثوار السوريين، وتحول محور المقاومة لمحور إيران القوة الشيعية وامتدت للعراق ولبنان وهو محور داعم للنظام السوري الرئيس بشار الأسد.

ورأى خنفر أن تركيا وقطر كونتا تحالفا استراتيجيا مع الرئيس المعزول محمد مرسي إلا أن الإطاحة به كانت بمثابة زلزال للتحالف الاستراتيجي، وإدانة قطر وتركيا الإطاحة بمبارك ولكن محور الاعتدال رحبت بالإطاحة وشعرت بتوتر وقلق من مصر مرة أخرى.

واختتم خنفر بالإشارة إلى تصارع المحورين منذ سنوات طويلة تسبب في نشوب حرب طائفية ووصل الآن لنقطة حرجة لكلا الجانبين ولن يوجد حل إلا لو تعاون المحوران.
الجريدة الرسمية