رئيس التحرير
عصام كامل

صوتى لحمدين صباحى


بعد تفكير طويل، لم أجد أمامى سوي إعلان هذا الموقف صراحة، نعم صوتى لحمدين صباحى، ذلك الرجل الذي عرفته طيلة سنوات، منذ أن كنت في الجامعة، وانضممت لاتحاد أندية الفكر الناصري، ومحاولة تأسيس حزب الكرامة، ذلك الرجل الذي تعلمنا على يديه أن الاستقلال الوطني والتخلص من التبعية لن يأتى الا إذا تحررت الإرادة المصرية.


حمدين صباحى الذي أعلن في 2005 وأقسم على صفحات جريدته بأننا لن نورث ولن نستعبد، حمدين صباحى الذي شارك في تأسيس حركة كفاية، حمدين صباحي الذي شارك في مظاهرات رفض العدوان على العراق في مارس2003، ودعا المصريين لرفع العلم العراقي على السفارة الأمريكية في قلب القاهرة، فكان جزاؤه السجن دون رفع الحصانة البرلمانية.

حمدين صباحى الذي قال: "لو حكمنا جمال مبارك تبقي مصر مفيهاش رجالة"، لكل هذه المواقف وأكثر منها صوتى كان ومازال لحمدين صباحى، لا أهدف من هذا المقال الدفاع عن صباحى، أو تأليهه كما يتصور البعض، ولست من مجاذيب حمدين أو "خرفانه"، كما يريد البعض أن يزايد على كل من يساند صباحى، ويعلن دعمه له.

إلا أن الحكاية باختصار أن مصر تمر بمرحلة لا تختلف كثيرًا عما مرت به طيلة الثلاثة أعوام السابقة، تخوين وتشويه وفوضي، ومحاولات مستميتة لعزل الثورة عن المشهد، اتفق أو اختلف كما شئت مع صباحى، فلا بشر بدون أخطاء ولكن لا تحجر على رأى الآخرين، عشت ومعظم جيلي نحلم باليوم الذي تري فيه بلادنا نور الحرية، وجاءت الثورة وتخيلنا أن القادم أفضل، وانتقلنا من حكم المجلس العسكري إلى حكم الإخوان ولم نر ذلك الأفضل.

تمردنا وحاولنا استرداد الثورة مرة أخرى، واسترداد الحلم في 30 يونيو، وفى كل يوم بعدها كنا نشعر أن الحلم يقترب مرة أخرى، إلا أن ما يحدث الآن هو محاولة لاختطاف الثورة مرة أخرى، واختطاف حقنا في اختيار من نراه معبرًا عن أحلامنا، وليس غريبا أن نري الإخوان وأتباع النظام الذي سبقهم يجتمعون على تشويه صباحى كلًا على طريقته، وليس غريبًا أيضًا أن نري عاصري الليمون ممن تسببوا في صعود الإخوان للحكم أن يشاركوا الطرفين في تشويه الرجل، اتهمنا بأننا عبيد للبيادة رغم أننا أول من هتفنا بسقوط حكم العسكر، اتهمنا بأننا مجاذيب عبدالناصر رغم أن لا أحد يستطيع أن ينكر أن مصر في عهده كانت على الطريق الصحيح، وأن صباحى هو المعبر عن ذلك المشروع.

قد يري البعض في الفريق عبدالفتاح السيسي، أنه خليفة عبدالناصر بحكم انتمائه للمؤسسة العسكرية، إلا أن الرجل قد قام بدوره وواجبه في لحظة فارقة في تاريخ هذا الوطن، فقد كان الشارع المصري يغلي والمظاهرات تعم ربوع المحروسة، ولم يكن هناك خيار آخر أمام الجيش سوي القيام بواجبه.

فهل قيام السيسي بواجبه كفيل لجعله رئيسًا للجمهورية، هل كانت مظاهرات 30 يونيو وحتى 3 يوليو هي المظاهرات الوحيدة التي خرجت ضد جماعة الإخوان، ومرسي، هل كان الجيش يمكنه التحرك دون غطاء شعبي وفرته تمرد وكل التحركات الشعبية في الشارع المصري منذ مظاهرات كشف الحساب والتي نظمها شباب الثورة عقب ال100 يوم الأولي في حكم مرسي، وما بعدها من مظاهرات الإعلان الدستوري وغيرها؟، الإجابة بالطبع لا، لكل هذه الأسباب التي تؤكد أن كل ما فعله السيسي هو الاستجابة لإرادة الجماهير، أري أن الأنسب هو صباحى. وللحديث بقية
الجريدة الرسمية