درس إيراني خصوصي
ببساطة شديدة.. إن كانت إسرائيل قد انزعجت جدا للقنبلة النووية الباكستانية وراحت تطارد علماء النووي الباكستاني..عبد القدير خان والذين معه.. ولولا الجهود الأمريكية في إقناع قادة إسرائيل بأن النووي هناك للتوازن مع الهند ولا أكثر ما مرت القنبلة الباكستانية.. فما بالكم بالرعب الإسرائيلي من النووي الإيراني؟ وهي الدولة ذات العلاقة السيئة بأوروبا ولا تخضع أساسا للمظلة الأمريكية بل ويهدد زعماؤها كل حين بإزالة إسرائيل من الخريطة وهو المطلب نفسه الذي تهتف به حناجر المتظاهرين هناك كلما تظاهروا؟!
لذا.. كان الاستعداد لاختراق إيران طبيعيا ومنطقيا خصوصا مع تقدم كبير في أبحاث علمية كانت حكرا على الغرب وتحديدا في الخلايا الجذعية وغيرها.. ولكن عقبة مهمة تقف أمام أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية.. إيران يحكمها الحرس الثوري.. جهاز الثورة الإيرانية الرهيب.. لم تكن الثورة الإيرانية ثورة والسلام.. وإنما ثورة عقائدية استولت على السلطة وعلى إيران كلها.. الآلاف أعدموا عقب عودة الخميني.. لم يعزلوهم سياسيا ولم يحددوا إقامتهم في قصور فخمة على أطراف العاصمة كما فعل مثلا جمال عبد الناصر مع باشاوات العصر الملكي أو مع محمد نجيب.. إنما تصفية جسدية علنا وفي الشوارع وبالآلاف.. ولذا.. اختراق إيران صعب.. ويكاد يكون مستحيلا.. فلا أحزاب ولا صحف ولا فضائيات ولا منظمات ترتبط في تمويلها بالغرب.
وبعد دراسات واستطلاعات سرية ودقيقة.. جاءت التقارير والاقتراحات بأنه يمكن اختراق إيران والتأثير على حركة الجماهير وتوجيهها في الاتجاه المطلوب من خلال روابط المشجعين بالأندية الرياضية! هي وحدها بلا رقابة وهي وحدها التي تستطيع الحشد وهي وحدها ذات الهدف البريء وهي وحدها التي تضم شبابا مغامرا مندفعا وهي وحدها المنظمة والمنضبطة واختراقها وتوجيهها سهل جدا.. وبعدها كادت إيران أن تسبق الوطن العربي في ربيعه الذي جرى قبل عامين.. واشتعلت طهران بالأحداث والتظاهرات إلا أنها فشلت تماما لأسباب مختلفة منها استعجال الأمر وقوة النظام.. لكن من بعدها بدأنا نسمع عن سقوط علماء النووي الإيراني قتلى وصرعى أمام بيوتهم بالعاصمة الحديدية في تفجيرات مريبة!