رئيس وزراء مالطا: نحن نبني مقبرة للمهاجرين في البحر!
كشف لاجئون سوريون عن تعرضهم لإطلاق نار في سواحل ليبيا قبل غرق سفينتهم، في ثالث حادث من نوعه خلال أسبوع أسفرت كلها عن موت المئات غرقا. وفيما تستمر مآسي اللاجئين في "سفن الموت" تتعالى النداءات والانتقادات للمواقف الأوربية.
قال ناجون من حادث انقلاب قارب في مياه البحر المتوسط، بين مالطا وجزيرة لامبيدوزا الإيطالية، إن السلطات الليبية أطلقت النار على قاربهم المليء بالمهاجرين، بعد مغادرتهم ساحل شمال أفريقيا.
وبحسب شهادة أوردتها صحيفة "مالطا توداي" الأحد (13 أكتوبر/ تشرين الأول)، قتل راكبان بينما كانت سفينة عسكرية ليبية تلاحق المهاجرين بعدما انطلقوا من مدينة زوارة الساحلية، ولم يرد تأكيد رسمي للحادث.
وقال أحد الناجين: "لقد تابعت (السفينة) قاربنا لمدة ست ساعات، وأصر الضباط الذين كانوا على متنها على أن نعود، وعندما رفض ربان القارب بدءوا في إطلاق النار على جزء في القارب اعتقدوا أنه توجد به المحركات". وأضاف: "عندما لم يفلحوا في ذلك، أخذوا في إطلاق النار علينا".
أوربيا توالت الدعوات المنادية باتخاذ خطوات، تحول دون حدوث المزيد من وفيات المهاجرين بعد حوادث غرق ثلاث سفن في البحر المتوسط في أقل من أسبوع تسببت في وفاة 400 شخص على الأقل. وقال رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي):" لا أعرف كم من الناس ينبغي أن يموتوا في البحر قبل فعل شيء ما. وفي ظل الوضع الحالي، فنحن نبني مقبرة في بحرنا المتوسط".
"ممرات إنسانية" تسمح للاجئين بالوصول إلى أوربا
وكانت سفينة تحمل أكثر من 500 راكب قد غرقت قبالة ساحل جزيرة لامبيدوزا بجنوب إيطاليا في الثالث من تشرين أول/ أكتوبر الجاري. وأسفرت عن وفاة 359 ونجاة 155 آخرين.
ووقع حادث بحري آخر مميت بعد ظهر الجمعة، على بعد نحو 80 ميلا بحريا جنوب غرب مالطا و60 ميلا بحريا جنوب شرق لامبيدوزا. وعثر رجال الإنقاذ الإيطاليون والمالطيون على 34 جثة، بينما كان يوجد أكثر من 200 ناج. وقالت وكالة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين إنه وفقا لأشخاص كانوا على متن القارب: "كان هناك ما يصل إلى 400 سوري وفلسطيني على متن القارب، والعديد منهم الآن مفقودون، ويخشى أن يكونوا قد غرقوا".
وفي حادث ثالث وقع الجمعة، لقي 12 شخصا على الأقل حتفهم، وتم إنقاذ 116 بعد غرق مركب مهاجرين قبالة ساحل مدينة الإسكندرية المصرية. وكان المركب يقل نحو 150 شخصا أغلبهم فلسطينيون وسوريون. وكانت معظم رحلات السفن، التي ينظمها متاجرون بالبشر، تبحر من ليبيا وتونس أو مصر، حاملة طالبي لجوء من الشرق الأوسط والقرن الأفريقي.
وحث عمدة لامبيدوزا، جيوسي نيكوليني، ورئيس الصليب الأحمر الإيطالي فرانشيسكو روكا الاتحاد الأوربي على فتح "ممرات إنسانية" تسمح للاجئين بالوصول إلى أوربا بشكل آمن وقانوني دون وضع مصائرهم في أيدي المهربين.
دوريات عسكرية لمنع حوادث غرق القوارب
في غضون ذلك، قررت إيطاليا تكثيف دورياتها العسكرية في جنوب البحر المتوسط في محاولة لمنع تكرار حوادث غرق القوارب التي راح ضحيتها مئات المهاجرين الأفارقة هذا الشهر.
وقال رئيس الوزراء إنريكو ليتا في وقت متأخر السبت إن "مجموعة إجراءات جوية وبحرية" ستطبق في جنوب صقلية وهي المنطقة التي عبر من خلالها عشرات الآلاف من المهاجرين من أفريقيا إلى الجزيرة في قوارب مكتظة ومتهالكة هذا العام.
ويشعر المسئولون الإيطاليون بقلق متزايد من توافد المهاجرين بطريقة غير مشروعة خارج نطاق أي سيطرة من المنطقة التي تشهد حربا أهلية في سوريا وفوضى في ليبيا واضطرابات في مصر وغيرها.
وقال وزير الدفاع ماريو مورو لصحيفة اليومية :"نعتزم زيادة وجودنا إلى ثلاثة أضعافه من حيث الأفراد والعتاد في جنوب البحر المتوسط للقيام بمهمة عسكرية تقتضيها الآن أسباب من بينها غياب الدولة في ليبيا حاليا." وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن طائرة بدون طيار تتمركز في صقلية قد تستخدم أيضا في تحديد الزوارق المعرضة للغرق. وإلى جانب زوارق خفر السواحل وشرطة الحدود تقوم ثلاث سفن تابعة للبحرية الإيطالية وتدعمها أربع طائرات هليكوبتر بدوريات في المنطقة بالإضافة إلى طائرتي استطلاع مزودتين بأجهزة رؤية ليلية.
ع.ش/ع.ج.م (د ب أ، رويترز، أ ف ب)هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل