رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم نازية فى مصر


وكأن تاريخ مصر يصر أن يعيد نفسه، ولكن للأسف لا ليعكس تاريخ أجدادنا العظماء فى السماحة والفن والرقى والتحضر، إنما فى الكراهية والحقد والتطرف وهاهم أقباط مصر يعانون تحت حكم الإخوان "الراشد"! كل يوم مأساة تعكس مدى تشبع الغوغاء والدهماء للكراهية والنازية.

بعد سرقة ثورة يناير من شبابها بجماعات اختزلت الدين والوطنية والله ذاته فيها فسعت تلك الجماعات فى أرض مصر فساداً... تسرق وتنهب وتحرق وتخطف وتسلك سلوك أقبح وأحقر من سلوك النظام البائد، فألصقت التهم جزافاً للنيل من الأقباط لخدمة أهدافهم الخبيثة ربما لتقسيم الوطن أكثر وأكثر فى هذه المرحلة الحرجة والقضاء على صوت الأقباط فى ربوع مصر.
وهاهم أتباعهم من الغوغاء والدهماء يعيثون فى الأرض فساداً فى قرية فانونس مركز طامية، قاموا بهدم جمعية قبطية وبعدها بعدة أيام يهاجمون منازل الأقباط بقرية المراشدة التابعة لنجع حمادى بسبب شائعة مفتعلة للهجوم على منازل ومتاجر الأقباط، فحرقوا ودمروا 6 متاجر منها صيدليتان وسيارات ودراجات بخارية يملكها أقباط فضلاً عن محاولة إحراق كنيسة أبوفام الجندى بالقرية، علاوة على إسقاط صلبان الكنيسة والاعتداء على أقباط قرية "اشمول" بديروط بمحافظة أسيوط وصاحب ذلك سرقة ونهبا وحرقا.
فسلوك النظام الإخوانى هو نفسه سلوك النظام النازى... يستنكر الحوادث وهم فاعلوها! يتحدثون عن السماحة ويخططون بالعدوان يشبعون العالم الخارجى كلمات عن السلام وأفعالهم على أرض الواقع العكس، يتحدثون عن معاقبة المجرمين ويخرجونهم بالعفو الرئاسى... ويتحدثون عن التزامهم بالمواثيق الدولية وجرائمهم ضد الميثاق العالمى للأمم المتحدة فى سلوك يفوق سلوك النازيين أيام الحرب العالمية راعين ليس الإرهاب فقط بل مخططى جرائم الكراهية المنصوص عليها فى مواثيق الامم المتحدة.
جريمة الكراهية: «التحيز الذى ينفذ بطريقة مباشرة ومؤذية ضد شخص أو ممتلكات يختارها المعتدى عن قصد، بناء على العرق أو اللون أو العقيدة أو الأصل أو الجنس»، كما أن جريمة الكراهية تُرتكب بأشكال مختلفة من دولة إلى أخرى برغم أن أركانها واحدة وهى:
الركن الشرعى: ويُراد به النص القانونى الذى يجرم هذا السلوك.
الركن المادى: ويُراد به الفعل الذى يقع إما بوسيلة إيجابية، وهى ممارسة الجريمة مثل الاحتقار أو الازدراء أو العنف ضد مجموعة أو شخص، أو قد يكون الركن المادى بوسيلة سلبية بمعنى الامتناع عن القيام بعمل معين يوجبه القانون بدافع الكراهية مثل رفض معالجة أو انتقاد شخص بسبب أصله أو دينه أو لونه أو جنسه.
الركن المعنوى: الذى يراد به القصد الجنائى حيث إن هذه الجريمة هى من الجرائم العمدية التى يجب أن يتوافر فيها هذا الركن.
فالمادة 7 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان للقضاء على التمييز العنصرى تنص على: لكل إنسان حق فى المساواة أمام القانون، وفى العدالة المتساوية فى ظل القانون، دون تمييز بسبب العرق، أو اللون، أو الأصل، حق فى الأمن على شخصه وفى حماية الدولة له من أى عنف أو أذى بدنى يلحقه سواء من الموظفين الحكوميين أو من أى فرد أو أية جماعة أو مؤسسة.
إن توصيف الاعتداءات التى تقوم بها الجماعات الدينية على الأقباط والمسلمين المخالفين فى المذهب تندرج تحت بند جرائم الكراهية «التحيز الذى ينفذ بطريقة مباشرة ومؤذية ضد شخص أو ممتلكات يختارها المعتدى عن قصد، بناء على العرق أو اللون أو العقيدة أو الأصل أو الجنس».
أخيراً إن ما يحدث للأقباط على أرض مصر من النظام الإخوانى المعضد من قبل الجماعات السلفية هى جرائم نازية شديدة التطرف الكراهية والحقد فى ربوع الوطن.
إن جرائم الكراهية النازية فى مصر لا تسقط بالتقادم... كما أن هناك مسئولية والتزام على جموع المصريين الشرفاء، التزام دينى وأدبى وأخلاقى ووطنى... ألا وهو فضح النظام النازى وهذا ليس لأقباط مصر إنما لصالح مصر ومستقبلها المهدد.. ورسالة إلى أقباط مصر المحللين للنازيين الجدد...
ولكل قبطى ارتضى لنفسه أن يكون محللا للنظام النازى على أرض مصر للتاريخ صفحتان صفحة ناصعة للشرفاء ومزبلة لكل من ارتضى لنفسه أن يعمل محللا..........
فمع ذكرى ثورة يناير تأكد للعالم أن الإخوان يقسمون مصر ليس إلى مسلمين وأقباط إنما تقسيم المصريين جميعا إلى إخوان وغير إخوان ............. فالنهاية قريبة وشمس مصر ستشرق..

Medhat00_klada@hotmail.com

الجريدة الرسمية