رئيس التحرير
عصام كامل

حيحطله السيخ المحمى فى صرصور ودنه!!


لا نريد من مرسى أن "يرجع زى الأول"، لأن "أوله زى آخره"، وقد ظهرت نواياه من البدايات لأنه لا يُمثل نفسه كفرد ولكنه يُمثل جماعة الإخوان، وعليه لها السمع والطاعة يتلقى منها الأوامر فيُنفذها. فهو ليس إلا وكيلا عن جماعته على رأس السلطة. فهو رئيس صورى لمصر وكل ما نشهده فى البلاد من تردٍ ما هو إلا تنفيذاً لمشيئة الجماعة وانعكاساً لأهدافها فى إسقاط مصر، فإن سقطت فى لهيب الفوضى نتيجة سوء الإدارة تمكنت الجماعة منها ومن التقاطها وهى تسقط، لتُحيلها إلى "مصرستان" وتُعمِل فيها بحوراً من الدم لكل من لا يطيع مشيئتها!!

لم يصل هذا "المرسى" إلى أعلى السلطة إلا بفعل من نسوا بلادهم وحبهم لها، ولعبت أحقادهم وعِندهم بل ولا مُبالاتهم الدور الأكبر فى تصعيده لكرسى عرش مصر، رغم تاريخ الجماعة الكاره للوطن والمُكفر لمواطنيه. إلا أنه من الواضح أنهم لا يقرأون أو أنهم لا يستوعبون دروس التاريخ، وقد أثبتوا أيضاً وبغض النظر عن فيض مشاعرهم اليوم، بل وربما بسببها أنهم غير مُستأمنين على هذا الوطن!!
ولا أجد حجة أكثر غباءً من أن تصويت الكثير من المدنيين لهذا الشخص غير المُحب لمصر كما هو ظاهر بجلاء، والذى كان مُرشحاً ثانوياً أو احتياطياً لجماعة الإخوان (ما جعل اسمه العامى بين الناس هو "الاستبن" وهو ما تُرجم فى الصحف العالمية إلى Spare Tire)، أقول لا أجد حُجة أكثر غباءً لمن انتخبه من "عاصرى الليمون" أو ممن قاطع التصوبت كلياً، من أنهم كانوا يفعلون هذا لمنع آخر أكثر رُقياً وحباً للوطن (كما اتضح)، من الفوز بالمنصب!! فكأنهم "احتضنوا الطاعون" ليحقنوا به بلادهم لأنهم يكرهون رجلاً لا يُمثل إلا نفسه لمجرد ارتباط اسمه بالنظام السابق الذى يرفضونه، ليختاروا آخر يُمثل جماعة تكره الوطن!! إن لم يكن هذا غباءً بل لا مُبالاة بالوطن ومواطنيه وبالذات فُقراؤه، فماذا يكون يا من تتغنون "بالعدالة الاجتماعية"؟!
وكانت تلك الحجة الرعناء بعد تغيُرٍ كبيرٍ، لم يكن ليسمح بالعودة للخلف، أقول كانت تلك الحجة الرعناء تقول بأن "شفيق" كان سيُعيد إنتاج النظام السابق. كانت حجة تنُم عن انعدام دراية بما أُنجز من قبلهم فى العموم (إن كانوا هم من أنجزوه حقاً) من هدف أسمى، فاتضح أنهم لا يدركون ما يتكلمون عنه بدايةً ونهايةً، بل لا يعترفون بما حدث مما أُطلق عليه مجازاً "ثورة"، رغم أنه من المفترض أن يكون من صُنعهم!!
وأضحى حديثهم عن "مدنية الدولة" مُجرد كلام يُلقى فى الهواء وأوصافهم للمُخالفين لهم ازدراءً يشير إلى معنى "الحرية" التى يقصدون، بما يشير إلى أنهم لا يفهمون ما تعنيه كلمة "ديمقراطية" من الأصل، برغم تغنيهم الدائم بها!! وكانت حُجتهم هى الأمر الذى منح "الفلول" قوة وأعادهم إلى الصفوف الأمامية من المشهد السياسى المصرى، لأن هؤلاء الفلول كانوا أول من حذر من الإخوان وثقافتهم المُهددة لأمن الوطن وبقاءه، بعد أن كانوا فقط يُراقبون أفعالاً لا ترقى لأكثر من كونها فُقاعات هواء، مهما بلغت قوتها!!
وكل ما حدث كان بفعل يد الثوار، سواءً تكلمنا عن تزوير التاريخ أو الفوضى أو انتخاب الإخوان للمجالس النيابية أو تصعيد الإخوان لحكم البلاد، وفى النهاية يتقولون على كل من دونهم بأنهم من "خطف" و"سرق" و"إستباح" و"أفشل" الثورة (إن كانت حقاً ثورة)، فى إطار "ثقافة الشماعات"!! فهم غير قادرين على الاعتراف بأخطائهم من أول يوم حينما خطوا بأيديهم وتغنوا بحناجرهم، عزل جزء كبير جدا من المجتمع، مُفتتين قواهم "بقوائم سوداء" ومحاكم تفتيش" دون دراية بالماضى أو استشراف لتوازنات المستقبل. فكان من الطبيعى فى النهاية أن يُستّغلوا ويتم تحريكهم ككُرات البلياردو، كما يشاء صاحب المصلحة الأساسى المتمثل فى جماعة الإخوان!!
إن ما نحن ذاهبون إليه يوم غد يُفترض أنه أحد الوسائل "لتصحيح مسار" الأحداث فى بلادنا التى لا يمتلكها فصيل واحد وإنما كل من هو مصرى يشعر بمصريته وبلاده!! وأنصح الثوار بألا يقسموا "الصف المدنى" مرة أخرى، وألا يستعدوا أفراداً كما أراد لهم الإخوان منذ بدايات 2011!!
أرجو منهم أن يرتفعوا فوق الصغائر، مُتذكرين الوطن ومُقدسين القانون فيه، بديلاً عن الأحقاد من هنا أو هناك، لأن الوطن لن يُبنى بالأحقاد مهما حاولوا، ولو "وقفوا على دماغهم"!! المُفترض أنهم تعلموا، فلا نريد تكرار كل ما فات، فكم من عمر نحيا وكم تتحمل مصر أكثر من تلك الأخطاء؟! أرجو منهم ألا يُصوبوا سهامهم ضد مفاصل الدولة المتمثلة فى "الجيش والشرطة والقضاء والأزهر"، وإلا كان الانفصال بينهم وبين الأغلبية القصوى فى الوطن: نهائى!! إن العدو هم الإخوان ومن والهم وفقط لا غير!!
وعلى كل من لا يتعظ ويُصر على أن يكون الوطن لفصيل واحد فقط، أن يعرف أن ما يُصر عليه من اختطاف للوطن من أصحابه الشرعيين، سيجعل هذا الشعب الذى وعى من تجربته المُرة، وعانى الأمرين منها: ينتقم و"حيحطله السيخ المحمى فى صرصور ودنه"!!
وهذا ليس مزاحا ... إلا فى التعبير .. ولكن الفعل سيكون مؤلماً جداً وآآآآآآآآآآآه لمن لم يقرأ تاريخ مصر وأتى بتاريخ من بلاد بعيدة، يظُن أنه بامكانه أن يزرعه محل تاريخ العظيمة مصر: أم الدنيا ومُعلمة الأوطان!!
فليتقى كل ظالم مُفسد، يدعى أنه بامكانه أن يُعاند مشيئة الله، رب أبوالهول والأهرامات، خالق النيل والإنسان بانى الحضارات أينما كان، "غضبة المصريين"، لأنها ستُحيله إلى الفناء .. وبالقانون والشرعية!!
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية
الجريدة الرسمية