رئيس التحرير
عصام كامل

تعيين «حمار» وزيرا للطقس!

فيتو

كنت أتعجب كثيرا من عمل «الطبيب» علاء صادق في مجال النقد الرياضي والإعلام.. وكذلك عمل الكابتن أحمد شوبير في برامج «الطبيخ».. وعمل الشيخ مظهر شاهين في تقديم البرامج السياسية.. وعمل الفنان هشام سليم في تقديم البرامج الإخبارية على قناة «سكاي نيوز».. وغير ذلك من الأمور التي تدل على أن الأمور في مصر تسير وفق الأهواء.. دون معايير موضوعية أو الاستناد إلى منطق محدد..


لاحظ ابني الصغير حيرتي ودهشتي.. فأراد أن يخفف عني قائلا: "الأمور دي بتفكرني بحكاية قديمة عندما قام أحد الملوك بتعيين حمار وزيرا للطقس"..

ازداد تعجبي ودهشتي مما قاله الصغير، فطلبت منه أن يقص عليَّ الحكاية من "طقطق لسلام عليكم"..

فقال: يحكى أنه كان في قديم الزمان في إحدى الممالك الصغيرة.. كان هناك ملك يعشق الصيد في الغابات.. وكان لهذا الملك وزير مختص بحالة الطقس.. فإذا ما أراد الملك أن يخرج للصيد أمر الوزير أن ينظر في أمر الطقس..

فيذهب الوزير ويضرب الرمل والودع ويقرأ مسارات النجوم ثم يعود للملك فيخبره إذا كان الطقس مناسبا للخروج أو غير ذلك.

حتى جاء يوم أراد الملك أن يخرج للصيد وقرر أن يصحب معه الأميرة والملكة حتى تشاهدا براعته في الصيد.. وأمر الوزير أن يخبره عن حال الطقس.. فقال الوزير الطقس رائع ومناسب جدا يا مولاى..
فخرج الملك في موكبه بصحبة الأميرة والملكة وما إن أوغلوا في قلب الغابة حتى انقلب الجو فجأة.. رياحا وأعاصير وسحبا وأمطارا وأتربة وجزع موكب الملك وسقطت الأميرة والملكة في الطين والوحل وغضب الملك غضبا شديدا ونقم على وزير الطقس أيما نقمة.

وبينما هم عائدون إذ رأى على أطراف الغابة كوخا لأحد الحطابين يخرج منه الدخان فطرق الباب فخرج إليه الحطاب فسأله الملك: لماذا لم تخرج لجمع الحطب؟

فأجاب الحطاب كنت أعرف أن الطقس سيكون اليوم سيئا فلم أخرج.. اندهش الملك وقال وكيف عرفت ذلك؟ فقال الحطاب عرفت من حمارى هذا!! فقال الملك: كيف ذلك؟

قال الحطاب: عندما أستيقظ من نومي أنظر إلى حمارى هذا.. فإن وجدت أذنيه واقفتين عرفت أن الجو سيئ.. وإن وجدت أذنيه نازلتين عرفت أن الجو مناسب..!

فنظر الملك إلى وزيره وقال له.. أنت مفصول.. وأمر بصرف راتب شهرى للحطاب وأخذ منه حماره.. وأصدر الملك مرسوما ملكيا بتعيين الحمار وزيرا للطقس.. ومنذ ذلك الحين صارت الحمير تتولى المناصب الرفيعة..!
الجريدة الرسمية